في شعره في عدّة مواطن مشيداً بذكره حيث كان له الأثر الكبير في بناء شخصيّته وإعدادها فصار يتذكّر ذاك البيت الذي ترعرع به ونشأ وكأنّه يعترف بما أسداه إليه والده من معروف قد غمره به في تربيته وتعليمه وشحذ مواهبه قائلا :
سقى الله منزلنا بالكثيب |
|
بكفّ السحائب غمر الحيا |
محلّ الغيوث ومأوى الليوث |
|
وبحر النّدى ومكان الغنى |
فكم قد نعمت به ما اشتهيت |
|
مشتملا بإزار الصّبا |
تعانقني منه أيدي الشمال |
|
ويلثم خدّي نسيم الصّبا |
إذا ما طمت بي أشواقه |
|
دعوت (الحسين) فغاض الأسى(١) |
وصار يفتخر بأبيه قائلا في مدحه :
ولي صاحبٌ لا يصحبُ الضيم ربُّه |
|
له في دماء الدّارعين قِرابُ |
وأسمرُ عسّال الكعوب سنانه |
|
رسول المنايا في يديه كتابُ |
إذا ما وجا أوداج قرن مصمّم |
|
أعاد مشيب الوجه وهو شبابُ |
ملاني فخراً أنّك اليوم والدي |
|
وأنّك طودي والأنام شعابُ |
ألست من القوم الذين إذا دنوا |
|
لحرب تدانت أرؤسٌ ورقابُ |
سُيُوفُهمُ ألحاظهم وقناتهم |
|
سواعِدُهم مهما استحرّ ضرابُ(٢) |
فإنّه لم يُعهد من تراجم السيّد الشريف المرتضى رحمهالله أو ممّن كتب عن
__________________
(١) ديوان الشريف المرتضى : ١ / ١٥٣.
(٢) ديوان الشريف المرتضى : ١ / ١٩٧.