رحمه الله : قال يمدح سلطان الدولة بن بهاء الدولة ـ وكان عزم على ترك الشعر بعد فخر الملك ـ فلمّا قدم سلطان الدولة بن بهاء الدولة بغداد سنة (٤١٦ هـ) طلب من الملك فعرّفه ما عزم عليه ، فألحّ عليه مرّات فلم يسعه إلاّ الإجابة فقال يمدحه :
أرسلها ترعى ألاءً ونفلْ |
|
تامِكَةً بين الجبال كالجبلْ |
حنّ لها نبت الخزامى بالورى |
|
وشبّ حوذان العميم واكتهلْ |
من يعملات ما وردن عن هوىً |
|
ولم تبت من شكّها على وجلْ(١) |
إلى آخر ما قاله من أرجوزته الرائعة ، وودت لو أنّي ذكرتها برمّتها لولا خشية الإطناب والإسهاب ، وها هو ذا شريفنا المرتضى يتبجّح بشعره في مدحه لفخر الملك قائلا :
وكم لي فيه من غُرر بواق |
|
ومن سحر سقيت به حلالِ |
يغور إلى القلوبِ بلا حجاب |
|
ويشفيك الجوابُ بلا سؤالِ |
وقافيةٌ متى استُمِعت أبرّت |
|
عذوبتها على الماءِ الزلالِ |
فلولا أنّها كلمٌ لكانت |
|
فريد نحور ربّاتِ الحِجالِ(٢) |
وذلك لما كان يعلمه من تشوّق المستمعين إلى شعره وإعجابهم به.
وكيف يكون الشريف المرتضى رضي الله عنه ممّن يتقرّب إلى الملوك لنيل عطاياهم ومنحهم وهو الذي يصرّح في طلب العزّ مترفّعاً عن كلِّ ذلك
__________________
(١) ديوان الشريف المرتضى : ٢ / ٣٨٦.
(٢) ديوان الشريف المرتضى : ٢ / ٣٤٢.