وإن يكن من رسول الله غيرُكم |
|
سوى الوجود فأنتم عنده الحدَقُ |
رزقتم الشرف الأعلى وقومُكمُ |
|
فيهم غضابٌ عليكم كيف ما رُزقوا |
وأنتم في شديدات الورى عصرٌ |
|
وفي سواد الدياجي أنتم الفَلَقُ |
وما للرّسول سوى أولادكم ولدٌ |
|
ولا لنشر له إلاّ بكم عبقُ |
فأنتم في قلوب الناس كلّهم |
|
السَّمت نقصده والحبل نعتلقُ |
هل يستوي عند ذي عين ربىً ورُبَىً |
|
أو الصباح على الأوتاد والغسقُ |
ودِّي عليه مقيمٌ لا براح له |
|
من الزمان ورهني عندكم علقُ |
وتقت منكم بأن تستوهبوا زللي |
|
عند الحساب وحسبي من به أثقُ(١) |
فهو لا يتمسّك إلاّ بعروتهم ولا يتوسّل إلى الله إلاّ بدوحتهم ولا يعترف إلاّ بحقّهم دون منازع.
وهذه عقيدته الخالصة نراها لائحةً واضحةً دون أيّ مساومة ومداهنة في غديريّته التي مطلعها :
على مثل هذا اليوم تحنى الرواجبُ |
|
وتطوى بفضل حيز فيه الحقائبُ |
إلى أن يقول :
فلمّا مضى من كان أمّرنا لكم |
|
أتتنا كما شاء العقوق العجائبُ |
فقل لأناس فاخرونا ضلالةً |
|
وهم غرباءٌ من فخار أجانبُ |
متى كنتمُ أمتاً لنا ومتى استوت |
|
بنا وبكم في يوم فخر مراتبُ |
__________________
(١) ديوان الشريف المرتضى : ٢ / ١٥٤ و١٥٥.