ولنا الحطيمُ وزمزمٌ وتراثنا |
|
نعم التراث عن الخليل مقامُه |
ولنا المشاعر والمواقف والذي |
|
تهدى إليه من منى إنعامُه |
وبجدِّنا وبصنوه دُحِيتَ عن الـ |
|
ـبيت الحرام وزُعزِعَت أصنامُه |
وهنا علينا أطلعا شمس الهدى |
|
حتّى استنار جلاله وحرامُه |
وأبي الّذي تبدو على رغم العدا |
|
غرّاً محجّلةً لنا أيّامُه |
كالبدر يكسو الليل أثواب الضحى |
|
والفجر شبَّ على الضلام ضرامُه |
وهو الذي لا يقتضي في موقف |
|
إقدامه نكصٌ به أقدامُه |
حتّى كأنّ حياته في حتفه |
|
ووراءه ممّا يخاف أمامُه |
ووقى الرسول على الفراش بنفسه |
|
لما أراد حمامه أقوامُه |
ثانيه في كلّ الأمور وحصنه |
|
في النائبات وركنه ودِعامُه(١) |
فأين بني العبّاس من هذا المجد وتلكم المناقب والفضائل التي خصّ بها الله السلسلة العلوية الفاطمية بمنّه وفضله وكساهم بها كرامته وبهاءه ونوره وجلاله.
وكيف وأنّى يكون الشريف المرتضى ليتقرّب إلى خلفاء بني العبّاس وهذا ما علمناه من منطقه الذي صار يهوي عليهم كالسيف القاطع الذي لا ينبو عن ضريبته ، فهو وإن مدحهم وأطنب في مدحهم لكن كان لا يصفح عن ذمّهم إن اقتضى ذلك ما لو مسّ أحدٌ منهم كرامته وأراد له الصغار والهوان ، فكلّ شيء دون مجده وإيمانه وعقيدته التي وصلت إليه عن آبائه الكرام وعن
__________________
(١) ديوان الشريف المرتضى : ٢ / ٣٩٦.