أجداده الطيّبين الطاهرين وعن رسول الله وعن الوحي واللوح والقلم ، فإنّ ذلك دينه وولاؤه ومجده وبهاؤه ومنعته وإباؤه ، فأين الحصا من نجوم السما ، وأين زهو بني العبّاس وبهوهم من تلكم المنزلة الرفيعة والعزّة المنيعة ، وهذا هو ديوانه ينقل إلينا ذمّه وتقريعه العنيف لبني العبّاس حيث ذكر لنا قصيدته وقد صدِّرَت بالعنوان التالي :
«وقال في غرض له يندّد به بعض العبّاسيّين فيمن مدحه أوّلا» :
مدحتكم علماً بأنّ مدائحي |
|
تضيع وتذرى في الرّياح العواصفِ |
فلم أك إلاّ موقداً في ظهيرة |
|
بلا صرَد أو هاتفاً في تنائفِ |
وشاطرتكم منّي المودّة كلّها |
|
شطاري ما بين الشريك المناصفِ |
فيا ضيعةً للطالعات إليكمُ |
|
طلوع المطايا من خلال النفانفِ |
كأنّي أهديهنّ نحو بيوتكم |
|
أقود إلى العهّار بعض العفائفِ |
وكنت وقد وصّفت ما تاه عندكم |
|
أودّ وداداً أنّني غير واصفِ |
وما غرّني إلاّ مشيرٌ بمدحكم |
|
وكم عارف يقتاده غير عارفِ |
فخالفت حزمي سالكاً غير مذهبي |
|
وما كنت يوماً للحجى بمخالفِ(١) |
فلم يكترث ولم تأخذه لومة لائم وهو كما يقول الشاعر :
إمّا أن تكون أخي بصدق |
|
فأعرف منك غثّي من سميني |
وإلاّ فاطّرحني واتّخذني |
|
عدوّاً أتَّقيك وتتّقيني(٢) |
__________________
(١) ديوان الشريف المرتضى : ٢ / ١٤٢.
(٢) مغني اللبيب : ١ / ٦١ ، للمنقّب العبدي.