كذّاباً أو ضعيفاً أو متّهماً في الحديث.
فقد ضعّف الشريف المرتضى قدسسره أحاديث كثيرة لضعف رواتها ، فنذكر في المقام نماذجاً منها :
١ ـ روى شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن عثمان ، عن عمرو بن خارجة ، عن النبىّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «لا يجوز لوارث وصيّة».
فأورد عليه السيّد المرتضى قدسسره بأنّ شهر بن حوشب هو عند نقّاد الحديث مضعّفٌ ، كذّاب ، ولا يرويه عن عبد الرحمن إلاّ شهر بن حوشب ، وهو ضعيف متّهم عند جميع الرواة(١).
٢ ـ روي عن النبىّ (صلى الله عليه وآله) في أمّ إبراهيم ـ ولده ـ أنّه قال : «أعتقها ولدها».
فأورد عليه السيّد بقوله : «هو من أخبار الآحاد التي لا توجب العلم ، وهم يروونه عن أبي بكر بن أبي سبرة ، وهو عند نقّاد أصحاب الحديث من الكذّابين ،يرويه ابن أبي سبرة عن الحسين بن عبيد الله بن عبد الله بن عبّاس ، وهو عندهم من الضعفاء المطعون في روايتهم»(٢).
٣ ـ روى الهذيل بن شرحبيل أنّ أبا موسى الأشعري سئل عن رجل ترك بنتا وابنة ابن وأختاً من أبيه وأمّه؟ فقال : لابنته النصف وما بقي فللأخت.
فضعّف الشريف قدسسره هذا الخبر ـ مضافاً إلى أن أبا موسى ليس في قضائه بذلك حجّة ، ولأنّه ما أسنده عن النبىّ (صلى الله عليه وآله) ـ بأنّه قد قدح أصحاب الحديث في
__________________
(١) الانتصار في انفرادات الإمامية : ٥٩٩ ـ ٦٠٠. ك
(٢) الانتصار في انفرادات الإمامية : ٣٩١