غُرَر الغُرَر ودُرَر الدُرَر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكرمنا بكتابه الكريم وشرّفنا بالسبع المثاني والقرآن الحكيم ، ونفعنا بما أنزله من الآيات والذكر العظيم ، وصلواته على أشرف المرسلين وسيّد الأوّلين والآخرين المؤيّد بأوضح الحجج والبراهين ، محمّد المصطفى وآله الطيّبين الطاهرين ..
وبعدُ ، فإنّي وقفت على كتاب غرر الفوائد ودرر القلائد للمولى الإمام الأعظم العالم الكامل المعظّم إنسان(١) ناظر نوع الإنسان ، قطب رحاء(٢) العلوم والبرهان علم الهدى وبحر النُهى(٣) السيّد المرتضى (قدس الله روحه ونوّر ضريحه بمحمّد وآله) ، فأحببت أن أجرّد ما فيه من تأويل الآيات والأخبار مع تلخيص واختصار ، وربّما أضيف إلى ذلك شيئاً ممّا استفدته ، وسمّيته بـ : غرر الغرر ودرر الدرر ، وبالله التوفيق والعصمة من الخلل في القول والعمل ،
__________________
(١) إنسان الناظر : سواد العين ، يقال له الإنسان للمثال الذي يرى في سوادها.
(٢) الرحاء : الرحى ، ومن مدّها جعلها منقلبة عن الواو ، ولكن الألف في الرحى منقلبة عن الياء ، والرحى أداة الطحن ، وهي حجران مستديران يوضع أحدهما على الآخر ويدار الأعلى على قطب ، فقطب الرحى : محورها القائم الذي تدور حوله الرحى ولا فائدة لرحى ليس لها قطب ، وهو مثل قوله (ع) : «إنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى». (نهج البلاغة : خ٣).
(٣) النهى : جِ النُّهية ، وهي العقل.