وهو حسبنا ونعم الوكيل.
قال السيّد علم الهدى المرتضى ـ قدّس الله روحه ونوّر ضريحه ـ :
١ ـ تأويل آية
قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَليلاً)(١).
قد ظنّ قوم من الجهلة أنّ الجواب عمّا سئل عنه لم يحصل وأنّ الامتناع منه لم يحصل إنّما هو لفقد العلم به ، وإنّ قوله : (وَمَا أُوْتِيْتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إلاّ قَلِيْلاً) تبكيت وتقريع لم يقعا موقعهما وإنّما هو على سبيل المحاجزة والمدافعة عن الجواب ، وفي هذه الآية وجوه من تأويل تبطل ما ظنّوه(٢).
أوّلها : أنّه تعالى إنّما عدل عن جوابهم لعلمه بأنّ ذلك أدعى لهم إلى الصلاح وأنّ الجواب لو صدر منه إليهم لازدادوا فسادًا وعنادًا ، إذ كانوا بسؤالهم متعنّتين لا مستفيدين ، وقيل : إنّ اليهود قالوا لكفّار قريش : سلوا محمّداً عن الروح ، فإن أجابكم فليس بنبيّ وإن لم يجبكم فهو نبيّ ، فإنّا نجد
__________________
(١) الإسراء : ٨٥.
(٢) ح (م) : يمكن التوجيه في الآية بأنّ إعلام الروح بكم أمر عظيم لأنّها من أمر ربّي فكأنّكم لا تقدرون على فهمها ويؤيّده قوله عزّ وجلّ بعده : (وَمَا أُوْتِيْتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إلاّ قَلِيْلاً) أي قليلاً من العلم ، يعني علمكم قليل ويجب في إدراك الروح علم كثير.