٣ ـ (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَالله يُرِيدُ الآخِرَةَ وَالله عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(١).
فظاهر الآية عتاب النبىّ ، وروي أنّه (صلى الله عليه وآله) لمّا استشار أصحابه ، فأشار عليه أبو بكر باستبقائهم ، وعمر باستيصالهم ، رجع إلى رأي أبي بكر ، فعوتب النبي (صلى الله عليه وآله) من أجل ذلك.
ولكن السيّد المرتضى ـ بعد أن فسّر الآية بما لا يدلّ على عتاب النبىّ (صلى الله عليه وآله) ـ قال : «إذا كان القرآن لا يدلّ بظاهر ولا فحوى على وقوع معصية منه ـ صلوات الله عليه ـ في هذا الباب ، فالرواية الشاذّة لا يعوّل عليها ولا يلتفت إليها»(٢).
٤ ـ روى أبو الأسود الدؤلي أنّ رجلاً حدّثه أنّ معاذاً قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : «الإسلام يزيد ولا ينقص» ، فورث معاذ المسلم ، وورثه معاوية بن أبي سفيان وقال : «كما لا يحلّ لنا النكاح منهم ولا يحلّ لهم منّا ، فكذلك نرثهم ولا يرثونا».
فأورد السيد المرتضى قدسسره عليه : «بأنّ الخبر إذا صحّ فظاهر القرآن يدفعه ، وأخبار الآحاد لا يخصّ بها القرآن»(٣).
ج ـ مخالفته مع السنّة :
إنّ الخبر إذا كان مخالفاً للسنّة الصحيحة كان ذلك دليل على ضعفه ،
__________________
(١) سورة الأنفال : ٦٧.
(٢) تنزيه الأنبياء : ١٥٩.
(٣) المسائل الناصريات : ٤٢٣.