كما أنّ مطابقته لنصّ الكتاب ـ إمّا خصوصه أو عمومه ، أو دليله ، أو فحواه ، فإنّ جميع ذلك ـ دليل على صحّة متضمّنه ، كما قال الشيخ قدسسره(١).
والشريف المرتضى قدسسره بعد تصريحه ببطلان كلّ خبر مخالف للسنّة(٢) قال : «قد دلّت العقول ومحكم القرآن والصحيح من السنّة على أنّ الله تعالى ليس بذي جوارح ، ولا يشبه شيئاً من المخلوقات ، وكلّ خبر نافى ما ذكرناه وجب أن يكون إمّا مردوداً أو محمولاً على ما يطابق ما ذكرنا من الأدلّة»(٣).
د ـ مخالفته مع الواقع التاريخي :
قد ضعّف الشريف المرتضى قدسسره بعض الأخبار لمخالفتها الواقع التاريخي ، فنحن في المقام نذكر نموذجاً منها :
قد روي عن سفينة مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «أنّ الخلافة بعدي ثلاثون».
وقد أورد الشريف المرتضى على هذا الخبر : «بأنّا وجدنا سنيّ خلافة هؤلاء الأربعة تزيد على ثلاثين سنة شهورا ؛ لأنّ النبىّ (صلى الله عليه وآله) قبض لاثني عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأوّل سنة عشر ، وقبض أمير المؤمنين عليهالسلام لتسع ليال بقيت من شهر رمضان سنة أربعين ، فهاهنا زيادة على ثلاثين سنة بينه ولا يجوز أن يدخل مثل ذلك فيما يخبر به ؛ لأنّ وجود الزيادة كوجود النقصان
__________________
(١) عدّة الأصول : ١/١٤٤.
(٢) الذريعة : ٢/٣٥.
(٣) تنزيه الأنبياء : ١٧١.