المؤمن؟
أجاب الشريف المرتضى على هذا التساؤل من خلال جعل شرط للايمان ، وهذا الشرط هو (الموافاة على الإيمان).
ومعناه : أنّ مَن يسمّى مؤمناً يجب أنْ يبقى على ظاهر الإيمان إلى آخر لحظة من حياته ، ولا يُنهي حياته بالكفر الصريح ، كالخروج على إمام الزمان الشرعي ، أو إنكار إمامة أحد الأئمّة الاثني عشر عليهمالسلام ، أو غير ذلك ، فإنّه لو أنهى حياته بمثل هذا النوع من الكفر ، لعلمنا أنّه لم يكن مؤمناً منذ البداية ، بل كان منافقاً ، بينما إذا وافى على الإيمان ، أي وصل إلى آخر محطّة من حياته وهو مؤمن ، فحينئذ نعلم أنّه كان مؤمناً حقاً(١).
قال الشريف المرتضى : «والصحيح ـ وهو مذهب أصحاب الموافاة منّا ـ أنّ من علمنا موته على كفره ، قطعنا على أنّه لم يؤمن بالله طرفة عين ، ولا أطاعه في شيء من الأفعال ، ولم يعرف الله تعالى ولا عرف رسوله (صلى الله عليه وآله) ، وأنّ الذي يُظهره مِن المعارف أو الطاعات مَن علمنا موته على الكفر إنّما هو نفاقٌ وإظهارٌ لما في الباطن بخلافه»(٢).
وفي الحقيقة ليست الموافاة شرطاً للإيمان ، وإنّما هي دليل على الإيمان ، فهي تكشف لنا عن الإيمان ، وتميّز المؤمن من غير المؤمن(٣).
__________________
(١) الذخيرة ، ص٥٢١ ـ ٥٢٢.
(٢) رسائل الشريف المرتضى (جوابات المسائل الطرابلسيّات الثانية) ، ج١ ، ص٣٣٦.
(٣) الذخيرة ، ص٥٢٢.