أوّلا : الخبر وأقسامه من حيث الصحّة والضعف :
قال الشريف المرتضى قدسسره : «اعلم أنّ الأخبار تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
أوّلها : يعلم أنّ مخبره على ما تناوله.
وثانيها : يعلم أنّ مخبره ليس على ما تناوله.
وثالثها : يتوقّف فيه.
وما يعلم أنّ مخبره على ما تناوله على ضربين :
أحدهما : يعلم ذلك من حاله باضطرار ، ومثاله بغير خلاف خبر من أخبرنا بأنّ السماء فوقنا والأرض تحتنا.
والآخر : أن يعلم أنّ مخبره على ما تناوله باكتساب كالخبر المتواتر.
وأمّا الخبر الّذي يعلم أنّ مخبره ليس على ما تناوله ، فينقسم إلى قسمين :
أحدهما : يعلم ذلك من حاله باضطرار.
والثّاني : يعلم باكتساب»(١).
وقد فصّل قدسسره الكلام في القسم الأخير في فصل مستقلّ عنونه بقوله : «فصلٌ فيما يعلم كذبه من الأخبار باضطرار أو اكتساب» ، حيث قال : «اعلم أنّ الخبر إنّما يعلم باضطرار أواكتساب أنّ مخبره ليس على ما تناوله بغيره لا بنفسه.
ومثال ما يعلم بطلانه باضطرار خبر من أخبر بأنَّ السَّماء تحتنا ،
__________________
(١) الذريعة : ٢ / ٦ ـ ٧. وقريب منه في العدّة في أصول الفقه : ١/٦٥.