رَبِّ إنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ...) الآية(١) ، فقد قال : «ظاهر قوله تعالى (إنّهُ لَيْسَ مِن أَهْلِكَ) يقتضي تكذيب قوله : (إنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي) والنبيُّ لا يجوز عليه الكذب ، فما الوجه في ذلك؟ وكيف يصحّ أن يخبر عن ابنه بأنّه (عَمَلٌ غَيْرُ صَالِح) وما المراد به؟ الجواب ...»(٢).
ثانياً : عرض الآراء المختلفة وترجيح أحدها :
ـ ومنها : عرضه للآراء التي قيلت في تفسير النصّ ، ثمّ التعقيب عليه بقوله : «وجواب أبي عبيد أحسن الأجوبة وأسلمها ، وجواب أبي بكر أبعدها ...»(٣).
ـ ومنها ما ورد في تأويله لقوله تعالى : (كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمَاً آخَرِيْنَ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهمُ السّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِيْنَ)(٤) ، وردّه على مَن يسأل : «كيف يجوز أن يضيف البكاء اليهما (أي إلى الأرض والسماء) وهو ما لا يجوز في الحقيقة عليهما؟ الجواب : يُقال في هذه الآية وجوه أربعة من التأويل : أوّلهما ... وثانيهما ... وثالثها ... ورابعها ... ويمكن في الآية وجه خامس وهو ...»(٥).
__________________
(١) هود : ٤٥ ـ ٤٦.
(٢) ينظر: نفس المصدر :١/٥٠٢ ، ومثله ما ورد في ١/٤٢٩ و١/٤٣٠ و٢/٦٩ و٢/١٢٠ و٢/١٤٤ و٢/١٦٣ وغيرها من الموارد المشابهة.
(٣) نفس المصدر :١/٣٤.
(٤) الدخان : ٢٨ ـ ٢٩.
(٥) نفس المصدر : ١/٤٩ ـ ٥٥ ، وينظر في هذا الباب الأمالي :١/٨٧و١/٢٠١ وقد