اثارت عليها
شفرة بكراعها |
|
فظلت بها من آخر
الليل تنحر (١) |
شمت بقوم هم
صديقك أهلكوا |
|
أصابهم يوم من
الدهر أعسر (٢) |
ولما وردت رسالة ابن عباس على معاوية انبرى إليها مجيبا بجواب تمثلت فيه المواربة والخداع ، وهذه صورته :
( أما بعد : فان الحسن كتب إلينا بنحو الذي كتبت به ، انبنى بما لم يحقّق سوء ظن ورأي فيّ ، وانك لم تصب مثلي ومثلكم ، وإنما مثلنا كما قال طارق الخزاعي يجيب أمية على هذا الشعر :
فو الله ما أدري
( وإني لصادق ) |
|
إلى أي من
يتظنني اتعذر (٣) |
أعنف إن كانت
زبينة أهلكت |
|
ونال بني لحيان
شر فأنفروا (٤) |
وهذا الجواب يضارع الجواب الذي بعثه إلى الامام فى انكاره لما أبداه من السرور والفرح بموت الامام ، كما احتوى جوابه على الدهاء والمؤاربة ، فاما قوله لابن عباس إن الحسن قد انبنى ، فالامام الحسن وإن أنبه ولامه على إظهاره
__________________
(١) الشفرة : السكين العريضة ، وحد السيف ، وجانب النصل ، الكراع : مستدق الساق وجاء فى المثل ( كالباحث عن المدية ) ويروى عن ( الشفرة ) وفي آخر ( كباحثة عن حتفها بظلفها ) وأصله ان رجلا كان جائعا فوجد شاة ولم يكن معه ما يذبحها به فبحثت الشاة الأرض بأظلافها فسقطت على شفرة فذبحها بها يضرب مثلا لكل من أعان على نفسه بسوء تدبيره.
(٢) الأغاني : ( ج ٨ ص ٦٢ ) شرح ابن ابي الحديد ( ج ٤ ص ١٢ )
(٣) يتظننى : يتهمني.
(٤) نفروا : شردوا.