( ما أحبه إلينا وأوجب حقه علينا وأحقه بالخلافة ) (١).
وانثالوا على الامام يبايعونه وهم ( إنما يبايعون الله ورسوله )
وأول من بايعه المؤمن الثائر والحازم اليقظ الزعيم قيس بن سعد الأنصاري فقال له بنبرات تقطر حماسا وشوقا إلى حرب اعداء الله وخصوم الاسلام :
( ابسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه وقتال المحلين ).
وثقل على الامام أن يعزب عن قيس من أن العمل على كتاب الله وسنة نبيه والسير على أضوائهما يغني عن اشتراط قتال المحلين لأن فيهما تبيانا لكل شيء ، فقال له بلطف ولين :
( على كتاب الله ، وسنة نبيه ، فانهما يأتيان على كل شرط ) (٢)
وذكر ابن قتيبة أن الامام كلما قصدته كوكبة من الناس لتبايعه يلتفت إليها قائلا :
( تبايعون لى على السمع والطاعة ، وتحاربون من حاربت وتسالمون من سالمت ).
ولما سمعوا هذا الشرط احجموا عن البيعة (٣) وأمسكوا أيديهم عنها ،
__________________
(١) مقاتل الطالبيين ص ٣٤ ، الارشاد ص ١٦٧.
(٢) تأريخ ابن الأثير ج ٣ ص ١٧٤ ، تأريخ ابن خالدون ج ٢ ص ١٨٦.
(٣) البيعة : هى العهد على الطاعة لأن المبايع يعاهد أميره على أن يسلم له أمر النظر في أمر نفسه وأمور المسلمين لا ينازعه على ذلك ... ويطيعه فيما يكلفه به من الأمر ... وكانوا إذا بايعوا الأمير وعقدوا عهده جعلوا أيديهم فى يده تأكيدا للعهد فاشبه ذلك كلا من البائع والمشتري ... فسمي بيعة ذكر ذلك ابن خالدون في مقدمته ص ١٩٧ ، والبيعة نوع من العقد الاجتماعي الذي ذكره ( جان جاك روسو )ـ