( ولا يشترط ) في استحقاق الثواب بفعل الطاعة ( رفع الندم على فعل الطاعة ) فإنّ الطاعة حالة صدورها عن الفاعل ممتنع الندم عليها فلا فائدة في اشتراط رفعه. مع أنّها سبب لاستحقاق الثواب [ نعم ، رفع الندم شرط في بقاء استحقاق الثواب ] (١).
( و) كذا ( لا ) يشترط في استحقاق الثواب ( انتفاء النفع العاجل إذا فعل ) الفعل المكلّف به ( للوجه ) أي إذا أوقعه لوجه الوجوب أو للوجوب ، أو لوجه الندب أو للندب.
( ويجب اقتران الثواب بالتعظيم والعقاب بالإهانة ؛ للعلم الضروري باستحقاقهما مع فعل موجبهما ).
ذهب المعتزلة إلى أنّ الثواب يجب أن يقترن بالتعظيم ، والعقاب يجب أن يقترن بالإهانة (٢) واختاره المصنّف ، واحتجّ عليه بأنّا نعلم بالضرورة أنّ من فعل الفعل الشاقّ المكلّف به فإنّه يستحق التعظيم والإجلال ، وكذلك من فعل القبيح يستحقّ الإهانة والاستخفاف.
( ويجب دوامهما ) ذهب المعتزلة إلى أنّه يجب دوام ثواب أهل النعيم وعقاب أهل الجحيم (٣).
واختاره المصنّف ، واحتجّ عليه بوجوه :
الأوّل : أنّ دوام الثواب على الطاعة ، وكذا دوام العقاب على المعصية يبعث المكلّف على فعل الطاعة ويزجره عن المعصية ، فيكون لطفا ، واللطف واجب.
وإليه أشار بقوله : ( لاشتماله على اللّطف ).
__________________
(١) الزيادة أثبتناها من المصدر.
(٢) حكاه عنهم العلاّمة في « كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد » ٤١٠ ؛ وراجع أيضا « شرح المقاصد » ٥ : ١٣٠ ؛ و « شرح الأصول الخمسة » : ٦٦٧.
(٣) حكاه عنهم العلاّمة في « كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد » : ٤١٠ ـ ٤١١ ؛ وفي « مناهج اليقين » : ٣٤٩ ؛ وراجع أيضا « شرح المقاصد » ٥ : ١٢٩ ؛ و « شرح الأصول الخمسة » : ٦٦٧.