عز وجل رضا وسخط ذلك موسى عليهالسلام وأنكره عليه ، وأقام الجدار وكان إقامته لله عز وجل رضا ، وسخط ذلك موسى عليهالسلام وأنكره عليه (١) كما سخطتم أنتم فعل علي عليهالسلام وأنكر تموه ولم يفعل من ذلك إلا ما رضيه الله عنه وأمر به رسول الله صلىاللهعليهوآله [ ولأهل الجهالة من الناس سخط ] (٢). فاجلس يا أخا أهل الشام احدّثك ببعض فضائله ، وبقليل من كثير. فجلس الرجل.
فقال له ابن عباس : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله لما تزوج زينب بنت جحش ، أولم (٣) عليها ، وكانت وليمته الحيس (٤) ، وكان يدعو المؤمنين عشرة عشرة فإذا أصابوا طعام نبيّهم استأنسوا لحديثه والنظر إليه ، فجلسوا ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يحب أن تخلو له الدار ، ويكره أذى المؤمنين فأنزل الله عز وجل : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ » (٥). فلما نزلت هذه الآية كان الناس إذا دعوا الى طعام نبيّهم ، فطعموا ، لم يلبثوا.
__________________
(١) كل هذه مفاد الآيات التالية : « فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً. قالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً. قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً. فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً » ... سورة الكهف الآيات ٧١ ـ ٧٨.
(٢) هذه الزيادة موجودة في غاية المرام ص ١٤١.
(٣) وفي مختار الصحاح ص ٧٣٦ الوليمة : طعام العرس وقد أولم. وفي الحديث : أولم ولو بشاة.
(٤) طعام يستحضر من تمر وسمن وسويق.
(٥) الأحزاب : ٥٣.