( ولا شفاعة ) أى لا تنفعهم شفاعة الشافعين.
وقوله ( والكافرون هم الظالمون ) مبتدأ محصور فى خبره ، أى ولا ظالم أظلم ممن وافى الله يومئذ كافرا ، وقد روى ابن أبى حاتم عن عطاء بن دينار أنه قال : « الحمد الله الذى قال ( والكافرون هم الظالمون ) ولم يقل : « والظالمون هم الكافرون ».
وقال تعالى : ( وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى ) يعنى أهل مكة وقد أهلك الله الأمم المكذبة بالرسل مما حولها كعاد وكانوا بالأحقاف بحضرموت عند اليمن وثمود وكانت منازلهم بينهم وبين الشام وكذلك سبأ وهم أهل اليمن ومدين وكانت فى طريقهم وممرهم إلى غزة ، وكذلك بحيرة قوم لوط كانوا يمرون بها أيضا :
وقوله عزوجل : ( وَصَرَّفْنَا الْآياتِ ) أى بيناها وأوضحناها ( لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ). ( سورة الأحقاف الآية ٢٧ )
وإذا كنا قد قدمنا الحديث عن المنهج لأهميته ، فإننا نتحدث الآن عن الشخص وعن تقدير العلماء له.
انه الحافظ الكبير ، المدقق المحقق ، عماد الدين اسماعيل بن عمر بن كثير البصرى ثم الدمشقى الفقيه الشافعى :
ولد سنة إحدى وسبعمائة بقرية شرقى بصرى من أعمال دمشق وابتدأ فى طلب العلم من صغره ورحل فى طلبه ، وقدم دمشق وله سبع سنين سنة ست وسبعمائة مع أخيه.
وقد مات أبوه وهو طفل لم يشب عن الطوق فى سنة ٧٠٣ وساعده أخوه فى شئون حياته واتجه بكليته إلى العلم : دارسا ومتفقها ، ومتعرفا على ألوان العلوم فحفظ والف وكان ـ فى كل ذلك ـ كثير الاستحضار ، قليل النسيان ، جيد الفهم ، يشارك فى العربية وينظم نظما وسطا.