والمعانى ، وكذلك معرفة الكون وسنن الله تعالى فيه كل ذلك يعين على فهم القرآن.
ثم يقول ـ مبينا ما وقع فيه غيره من المفسرين عن خرافات واضاليل اجتنبها هو فى تفسيره.
وأما الروايات المأثورة عن النبى صلىاللهعليهوسلم وأصحابه وعلماء التابعين فى التفسير ، فمنها ما هو ضرورى أيضا ، لأن ما صح من المرفوع لا يقدم عليه شىء ، ويليه ما صح عن علماء الصحابة فيما يتعلق بالمعانى اللغوية أو عمل عصرهم ، والصحيح من هذا وذاك قليل ، واكثر التفسير المأثور قد سرى إلى الرواة من زنادقة اليهود والفرس ومسلمة أهل الكتاب كما قال الحافظ ابن كثير وجل ذلك فى قصص الرسل مع اقوامهم ، وما يتعلق بكتبهم ومعجزاتهم ، وفى تاريخ غيرهم كأصحاب الكهف ومدينة أرم ذات العماد وسحر بابل ... وفى أمور الغيب من اشراط الساعة وقيامتها وما يكون فيها وبعدها ، وجل ذلك خرافات ومفتريات صدقهم فيها الرواة .. وكان الواجب جمع الروايات المفيدة فى كتب مستقلة كبعض كتب الحديث وبيان قيمة اسانيدها ، ثم يذكر فى التفسير ما يصح منها بدون سند كما يذكر الحديث فى كتب الفقه لكن يعزى إلى تخرجه كما نفعل ثم يقول :
وغرضنا من هذا كله أن أكثر ما روى فى التفسير حجاب على القرآن وشاغل لنا فيه عن مقاصده العالية المزكية للانفس المنورة للعقول ، الفضول للتفسير المأثور لهم شاغل عن مقاصد القرآن بكثرة الروايات التى لا قيمة لها اسنادا ولا موضوعا ، كما أن المفضلين لسائر التفاسير لهم صوارف أخرى كما تقدم.
فكانت الحاجة شديدة إلى تفسير تتوجه العناية الأولى فيه إلى هداية القرآن على الوجه الذى يتفق مع الآيات الكريمة المنزلة فى وصفه ، وما أنزل لا جله من الانذار والتبشير والهداية والاصلاح ... ثم العناية إلى مقتضى حال هذا