اقول : ينبغي الاشارة الى عدة امور لا يضاح حقيقة المراد في المسألة :
(الامر الاول) المستفاد من كلامهما عدم المنع من القراءة المنقولة عن الائمة عليهمالسلام بدليل عدم الاستفصال بتقييد او تخصيص الذي يفيد العموم بل هو ظاهر اطلاق العبارة فيشمل الجواز قراءتهم عليهمالسلام كما يعم قراءة غيرهم ولعدم النهي عنها نهى تحريم.
(الامر الثاني) ان الادلة الواردة عنهم عليهمالسلام بجواز القراءة كما يقرأ الناس يستفاد منها أن تخصيص القراءة بما تداوله الناس في أزمنتهم عليهمالسلام حيث اطلاعهم على مدى قربهم من النص المنزل وعلى نوعية قراءتهم ومقدار مطابقتها لأصول اللغة وقواعدها لتنصيصهم على ذلك في عدة مقامات :
(الأول) ما ورد عن الامام ابي الحسن الرضا عليهالسلام : في خبر الكافي المتقدم ذكره حيث جاء فيه : (اقرؤا كما تعلمتم فسيجيء من يعلمكم) حيث يستفاد من (تعلمتم) ما تلقى من القراءة في ماضي الايام بالنسبة لزمان السؤال والاستفسار وما اشتهر من تواتر السبع وكمال العشر والاصطلاح عليهما جملة وتفصيلا انما هو أمر حادث لها في الازمنة المتأخرة بين العامة كما هو ظاهر لا شبهة فيه.
(الثاني) ما يقرب منه في ارادة الدلالة المتقدمة في خبر الكافي ايضاً عن سفيان بن السمط قال : سألت ابا عبد الله عليهالسلام عن تنزيل القرآن قال : اقرؤوا كما علمتم).
(الثالث) خبر سالم بن سلمة الذي قال فيه الامام الصادق عليهالسلام : (اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم).
حيث يستفاد من ارادة التنبيه بالفعل المضارع (يقرأ) كفاية القراءة بما يتداوله الناس في زمان الاستفسارو ان العمل بها مجزي الى زمان قيام القائم وظهر دولته وبسط سلطانه لانهم عليهمالسلام قد احاطوا بها واطلعوا على نسبة شذوذها كما تقدم ذكره.