وأما الأجر في الآخرة فقد اختلفت الآيات في طريقة الاخبار به ، ففي بعضها نرى أنها تعد بالمغفرة فقط حيث قال سبحانه :
( إن تقرضوا الله قرضاً حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم ) (١).
وليس هذا الجزاء بالشيء القليل حيث يحصل المنفق من وراء إنفاقه أن يغفر الله ذنوبه ، بعد هذا له من الله الشكر على ما قدم للمحرومين في هذه الحياة.
أما البعض الآخر : فأنها تطرقت لذكر الأجر من غير تفصيل لنوعية الأجر فقالت :
( إن المصدّقينَ والمصدّقاتِ وأقرضُوا الله قرضاً حسناً يضاعَفُ لهم ولهم أجرٌ كريمٌ ) (٢).
( وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضاً حسنا وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند هو خيراً وأعظم أجراً ) (٣).
ولكن هذا الأجر يأتي في آيات أخرى وقد بانت نوعيته فقال سبحانه :
( وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزّرتُمُوهُم وأقرضتم الله قرضاً حسناً لأكفّرَنَ عنكم سيّئاتكُم
__________________
(١) سورة التغابن / آية : ١٧.
(٢) سورة الحديد / آية : ١٨.
(٣) سورة المزمل / آية : ٢٠.