وأكبرهم رأيا وأشجعهم قلبا وأشدهم يقينا وأحسنهم عملا وأعرفهم بالأمور.
كنت والله يعسوبا للدين أولا وآخرا الأول حين تفرق الناس والآخر حين فشلوا كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا وحفظت ما أضاعوا ورعيت ما أهملوا وشمرت إذا اجتمعوا وعلوت
______________________________________________________
عليهالسلام هذا اليقين ، وأنه كان من يقينه أنه يخرج مع وفور أعدائه في الليالي وحده ، ومنع قنبرا من اتباعه وأمثال ذلك ، وهو يناسب قوله : « أشجعهم قلبا ».
« وأعرفهم بالأمور » أي من الشرائع والتدابير الحقة والحوادث الماضية والآتية والمعارف الإلهية ، في القاموس اليعسوب أمير النحل وذكرها ، والرئيس الكبير « أولا وآخرا » الظاهر أنهما بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فالأول حين تفرق الناس عنه واتبعوا الثلاثة والآخر بعد مقتل عثمان ، أو أولا وآخرا في زمان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضا فإنه آمن أولا حين نفر الناس ، ونصر آخرا حين فشلوا عن الجهاد وفروا ، أو الأول في زمن الرسول والآخر بعده ، ولعل الأول أظهر « كنت للمؤمنين أبا رحيما » أي كالأب الرحيم في الشفقة وهو الوالد العقلاني فإن الحياة الحقيقية بالإيمان والعلم كان بسببه ، كما قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة.
والعيال بالكسر جميع عيل كجياد وجيد ، وعال عيالة أقاتهم وأنفق عليهم والناس كلهم عيال الإمام من جهة الغذاء الجسماني والروحاني كما مر أنه يميرهم العلم « إذ صاروا » أي لأنهم صاروا أو حين صاروا من ابتداء إمامته « فحملت أثقال ما عنه ضعفوا » بقتل من عجزوا عن مبارزته ، وبتعليم ما عجزوا عن إدراكه ، وبإنفاق ما عجزوا عن تحصيله من المعونات ، وحفظ كتاب الله وأحكام الشريعة وقد ضعفوا من حفظها « وحفظت ما أضاعوا » من أمور الدين وكتاب الله وسنة سيد المرسلين « ورعيت ما أهملوا » من الشرائع والأحكام ، وفي مجالس الصدوق « ووعيت » أي حفظت.
__________________
الفرار عمّا يظنّ عنده الهلاك ؛ والمشهور عند الأصحاب خلافه؟ وأجاب عنه بوجوه كثيرة طويلة الذيل ومن أراد الوقوف عليها فليراجع ج ٧٠ ( الطبعة الحديثة ) ص ١٤٩ ـ ١٥٢. ولعلّها يأتي عند شرح الحديث في الكتاب أيضا فانتظر.