إذ هلعوا وصبرت إذ أسرعوا وأدركت أوتار ما طلبوا ونالوا بك ما لم يحتسبوا.
كنت على الكافرين عذابا صبا ونهبا وللمؤمنين عمدا وحصنا فطرت والله
______________________________________________________
« وشمرت إذا اجتمعوا » أي تهيأت وعزمت إذا اجتمعوا لأمر من أمور الدين ، في القاموس شمر وانشمر وتشمر مر جادا أو مختالا وتشمر للأمر تهيأ ، وفي بعض النسخ إذ جشعوا بالجيم والجشع أشد الحرص ، وفي بعضها خشعوا أي خضعوا وذلوا « وعلوت » أي ارتفعت في تحصيل المكارم والغلبة على الأعداء « إذ هلعوا » والهلع أفحش الجزع « وصبرت إذ أسرعوا » أي في الأمور من غير روية ، وفي المجالس : إذا شرعوا في الباطل ، وفي الإكمال : إذ جزعوا وهو أظهر.
« وأدركت أوتار ما طلبوا » أي أدركت الجنايات التي وقعت من الكفار علي المسلمين فانتقمت منهم كالكفار الذين قتلهم في حياة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمنافقين الذين قتلهم بعد وفاته بسبب جنايات وقعت منهم على المؤمنين ، قال في النهاية : الوتر الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي ، ومنه الحديث : ولا تقلدوها الأوتار ، أي لا تطلبوا على الخيل الأوتار التي وترتم بها في الجاهلية ، ومنه حديث علي عليهالسلام فأدركت أوتار ما طلبوا ، وفي الإكمال وأدركت إذ تخلفوا.
« ونالوا بك » من الخيرات والبركات « ما لم يحتسبوا » أي لم يظنوا ولم يتوقعوا « كنت للكافرين عذابا صبا » أي مصبوبا بكثرة شبهه بالمطر الغريز الوابل ، فالمصدر بمعنى المفعول ، وفي قوله : نهبا ، بمعنى الفاعل ، يقال : نهب الشيء ينهبه نهبا إذا أخذه وسلبه قهرا ، إشارة إلى شوكته وغلبته على الكافرين « وللمؤمنين عمدا وحصنا » قال الجوهري : العمود البيت ، وجمع القلة أعمدة وجمع الكثرة عمد وعمد انتهى.
وقيل : إنما جمع العمد وأفرد الحصن لافتقار البناء غالبا إلى الأعمدة ، فهو عليهالسلام قائم مقام الجميع بخلاف الحصن فإنه يكفي الواحد الحصين ، وفي الإكمال غيثا وخصبا ولعله أنسب ، والخصب بالكسر : كثرة العشب ورفاعة العيش كذا في