بنعمائها وفزت بحبائها وأحرزت سوابغها وذهبت بفضائلها لم تفلل حجتك ولم
______________________________________________________
القاموس.
« فطرت » النسخ هنا مختلفة ففي أكثر نسخ الكتاب فطرت والله بغمائها ، ويحتمل وجهين « الأول » أن يكون الفاء للعطف وطرت بالكسر من الطيران ، أي أعالي الدرجات بسبب غمائها أو متلبسا بها ، أو طرت إلى الآخرة متلبسا بغمومها ، والضمير للخلافة أو الأمة أو المعيشة ، والغماء بفتح الغين المعجمة وتشديد الميم والمد الكرب والداهية ، وفي بعض النسخ بنعمائها أي بنعمتها ، وهو مفرد ويجري فيه الوجوه المتقدمة كلها.
الثاني : أن يكون فطرت بصيغة المجهول من الفطرة أي خلقت متلبسا بالغم والمصيبة أو بالنعم الجليلة العظيمة كناية عن استمرار إحدى الحالتين له من أول عمره إلى آخر دهره.
قال بعض شراح العامة فطرت بصيغة المجهول بمعنى الخلقة ، وبصيغة المعلوم بمعنى الطيران ، وقرأ فطرت على المجهول وتشديد الطاء يقال : فطرت الصائم إذا أعطيته الفطور ، انتهى.
وفي نهج البلاغة فطرت والله بعنانها واستبددت برهانها فالطيران بالعنان كناية عن السبق المعنوي والضميران في عنانها ورهانها راجعان إلى الفضيلة المدلول عليها بالمقام ، والظاهر أن الظرف متعلق بمحذوف أي طرت ممسكا بعنانها ، وفي الحديث خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله كلما سمع هيعة طار إليها ، والاستبداد بالشيء الانفراد به ، والرهان بالكسر المسابقة على الخيل ، وكان المراد هنا ما يرهن ويستبق عليه أو الاستبداد بالرهان كناية عن الانفراد بأخذ الخطر ، وفي الإكمال : فطرت والله بعنانها وفزت بجنانها ، وهنا « بحبائها » والفوز الظفر بالمطلوب ، والحباء بالكسر العطاء أي فزت بحبوات الله وعطاياه الفائضة على هذه الأمة ، أو بحباء الخلافة أو الفضيلة كما مر « وأحرزت سوابقها » وفي القاموس أحرز الأجر حازه وقال : له