.................................................................................................
______________________________________________________
وأبعدهما غورا والآخر أفظهما وأغلظهما وأجفاهما ، فقال : من ترسل إليه؟ فقال : أرسل إليه قنفذا وكان رجلا فظا غليظا جافيا من الطلقاء أحد بني تميم ، فأرسله وأرسل معه أعوانا فانطلق فاستأذن فأبى علي عليهالسلام أن يأذن له ، فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر وهما في المسجد ، والناس حولهما ، فقالوا : لم يأذن لنا ، فقال عمر : إن أذن لكم وإلا فادخلوا عليه بغير إذنه ، فانطلقوا فاستأذنوا فقالت فاطمة عليهاالسلام : أحرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن ، فرجعوا وثبت قنفذ فقالوا : إن فاطمة قالت كذا وكذا فحرجتنا أن ندخل عليها بغير إذن.
فغضب عمر وقال : ما لنا وللنساء ثم أمر أناسا حوله فحملوا حطبا وحمل معهم عمر ، فجعلوه حول منزله وفيه على وفاطمة وابناها عليهمالسلام ، ثم نادى عمر حتى أسمع عليا عليهالسلام : والله لتخرجن ولتبايعن خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو لأضرمن عليك بيتك نارا ، قال : فلما أخرجوه حالت فاطمة عليهاالسلام بين زوجها وبينهم عند باب البيت ، فضربها قنفذ بالسوط على عضدها فصار بعضدها مثل الدملوج من ضرب قنفذ إياها ودفعها ، فكسر ضلعا من جنبها ، وألقت جنينا من بطنها ، فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت من ذلك شهيدة صلوات الله عليها ولعنة الله على من ظلمها.
وروى العياشي بإسناده عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن جده أنه لما أرسلوا مرارا إلى علي عليهالسلام فأبى أن يأتيهم قال عمر : قوموا بنا إليه ، فقام أبو بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى حذيفة وقنفذ ، فقمت معهم فلما انتهينا إلى الباب ورأتهم فاطمة أغلقت الباب في وجوههم وهي لا تشك أن لا يدخل عليها أحد إلا بإذنها فضرب عمر الباب برجله فكسره ثم دخلوا فأخرجوا عليا عليهالسلام ملببا ، فخرجت فاطمة عليهاالسلام فقالت : يا أبا بكر أتريد أن ترملني من زوجي لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ولآتين قبر أبي ولأصيحن إلى ربي ، الخبر.