عليهماالسلام في بعض عمره ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته فنزلوا في منهل من تلك المناهل تحت نخل يابس قد يبس من العطش ففرش للحسن عليهالسلام تحت نخلة وفرش للزبيري بحذاه تحت نخلة أخرى قال فقال الزبيري ورفع رأسه لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه فقال له الحسن وإنك لتشتهي الرطب فقال الزبيري نعم قال فرفع يده إلى السماء فدعا بكلام لم أفهمه فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها فأورقت وحملت رطبا فقال الجمال الذي اكتروا منه سحر والله قال فقال الحسن عليهالسلام ويلك ليس بسحر ولكن دعوة ابن نبي مستجابة قال فصعدوا إلى النخلة فصرموا ما كان فيه فكفاهم.
______________________________________________________
والعمر بضم العين وفتح الميم جمع عمرة وقال الجوهري : المنهل المورد ، وهو عين ماء ترده الإبل في المرعى وتسمى المنازل التي في المفاوز على طرق السفار مناهل لأن فيها ماء.
قوله : بحذاه كذا في أكثر النسخ مقصورا ، وفي بصائر الدرجات بحذائه وهو أصوب ، وإن كان القصر أيضا جائزا ، قال الجوهري : حذاء الشيء إزاؤه ، يقال : جلس بحذائه ، وفي القاموس : الحذاء الإزاء ويقال : هو حذاك وجملة « ورفع » حالية بتقدير قد ، وفي الخرائج وقد رفع « وإنك لتشتهي »؟ الاستفهام مقدر.
« لم أفهمه » كذا فيما عندنا من النسخ فضمير « قال » راجع إلى الزبيري ، والغرض أن الزبيري أيضا حكى ذلك للناس وفي البصائر : لم يفهمه الزبيري ، وهو أصوب « ثم صارت إلى حالها » أي قبل اليبس ، وقيل : أي لونها الذي كان لها قبل الاخضرار ، ولا يخفى ما فيه « سحر » اسم أو فعل « ويلك » بتقدير حرف النداء ، والويل الهلاك وفي القاموس : صرمه يصرمه صرما ويضم قطعه قطعا بائنا ، وأصرم النخل حان له أن يصرم ، انتهى.
وقيل : الأمر الخارق للعادة من حيث أنه دال على صدق من أتى به وحقيته يسمى آية وعلامة وبينة ومن حيث أنه دال على أن صاحبه مكرم عند الله تعالى