.................................................................................................
______________________________________________________
الذي يعم طلب الفعل من المختار وإرادة صدوره من غيره ، وبحملها الخيانة فيها والامتناع عن أدائها ، ومنه قولهم : حامل الأمانة ومحتملها لمن لا يؤديها وتبرأ ذمته فيكون الإباء منه إتيانا بما يمكن أن يتأتى منها والظلم والجهالة للخيانة والتقصير.
والخامس : ما قيل : إنه تعالى لما خلق الله هذه الأجرام خلق فيها فهما وقال لها : إني قد فرضت فريضة وخلقت جنة لمن أطاعني فيها ، ونارا لمن عصاني فقلن :
نحن مسخرات على ما خلقنا لا نحتمل فريضة ولا نبتغي ثوابا ولا عقابا ، ولما خلق آدم عليهالسلام عرض عليه مثل ذلك فتحمله ، وكان ظلوما لنفسه بتحمله ما يشق عليها ، جهولا بوخامة عاقبته.
والسادس : ما قيل : إن المراد بالأمانة العقل والتكليف ، وبعرضها عليهن اعتبارها بالإضافة إلى استعدادهن ، وبآبائهن الإباء الطبيعي الذي هو عدم اللياقة والاستعداد ، وبحمل الإنسان قابليته واستعداده لها ، وكونه ظلوما جهولا لما غلب عليه من القوة الغضبية والشهوية ، وعلى هذا يحسن أن يكون علة للحمل عليه ، فإن من فوائد العقل أن يكون مهيمنا على القوتين حافظا لهما عن التعدي ومجاوزة الحد ، ومعظم مقصود التكليف تعديلهما وكسر سورتهما.
والسابع : أن المراد بالأمانة أداء الأمانة ضد الخيانة أو قبولها ، وتصحيح تتمة الآية على أحد الوجوه المتقدمة.
والثامن : أن المراد بالأمانة والخلافة الكبرى ، وحملها ادعاؤها بغير حق ، والمراد بالإنسان أبو بكر ، وقد وردت الأخبار الكثيرة في ذلك أوردتها في كتاب الإمامة وغيرها من كتاب بحار الأنوار ، كما يدل عليه هذا الخبر ، وقد روي بأسانيد عن الرضا عليهالسلام قال : الأمانة الولاية من ادعاها بغير حق كفر ، وقال علي بن إبراهيم الأمانة هي الإمامة والأمر والنهي ، عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن