.................................................................................................
______________________________________________________
يحملنها قال : أبين أن يدعوها أو يغصبوها أهلها ، وأشفقن منها وحملها الإنسان الأول إنه كان ظلوما جهولا ، وعن الصادق عليهالسلام : الأمانة الولاية والإنسان أبو الشرور المنافق ، وعن الباقر عليهالسلام : هي الولاية أبين أن يحملنها كفرا وحملها الإنسان والإنسان أبو فلان.
ومما يدل على أن المراد بها التكليف ما روي أن عليا كان إذا حضر وقت الصلاة تغير لونه فسئل عن ذلك فقال : حضر وقت أمانة عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها.
ومما يدل على كون المراد بها الإمامة المعروفة ما في نهج البلاغة في جملة وصاياه للمسلمين : ثم أداء الأمانة فقد خاب من ليس من أهلها ، أنها عرضت على السماوات المبنية والأرض المدحوة ، والجبال ذات الطول المنصوبة ، فلا أطول ولا أعرض ولا أعظم منها ، ولو امتنع شيء بطول أو عرض أو قوة أو عز لامتنعن ولكن أشفقن من العقوبة وعقلن ما جهل من هو أضعف منهن وهو الإنسان إنه كان ظلوما جهولا.
وعن الصادق عليهالسلام أنه سئل عن الرجل يبعث إلى الرجل يقول : ابتع لي ثوبا فيطلب في السوق فيكون عنده مثل ما يجد له في السوق فيعطيه من عنده ، قال : لا يقربن هذا ولا يدنس نفسه إن الله عز وجل يقول : إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ « الآية ».
والحق أن الجميع داخل في الآية بحسب بطونها كما قيل : إن المراد بالأمانة التكليف بالعبودية لله على وجهها ، والتقرب بها إلى الله سبحانه كما ينبغي لكل عبد بحسب استعداده لها ، وأعظمها الخلافة الإلهية لأهلها ثم تسليم من لم يكن من أهلها لأهلها ، وعدم ادعاء منزلتها لنفسه ، ثم سائر التكاليف ، والمراد بعرضها على السماوات والأرض والجبال النظر إلى استعدادهن لذلك ، وبآبائهن الإباء الطبيعي الذي هو عبارة عن عدم اللياقة ، وتحمل الإنسان إياها تحمله لها من غير استحقاق تكبرا على أهلها أو مع تقصيره بحسب وصف الجنس باعتبار الأغلب ، وهذه معانيها