لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ فإياي فاعبد وعلي فتوكل إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا وإني فضلتك على الأنبياء وفضلت وصيك على الأوصياء وأكرمتك بشبليك وسبطيك حسن وحسين فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة
______________________________________________________
بمقتضى وعده ، لكن وعده أيضا من فضله ، وما توهم من أن المراد رجاء فضل غيره تعالى فهو وإن كان مرجوحا لكن لا يستحق به العذاب ، مع أنه بعيد عن اللفظ والفقرة الثانية أيضا مؤيدة لما ذكرنا أعني قوله : أو خاف غير عدلي ، إذ العقوبات التي يخافها العباد إنما هي من عدله ، ومن اعتقد أنها ظلم فقد كفر واستحق عقاب الأبد.
« عذبته عذابا » أي تعذيبا ، ويجوز أن يجعل مفعولا به على السعة « لا أعذبه » الضمير للمصدر أو للعذاب إن أريد به ما يعذب به على حذف حرف الجر كما ذكره البيضاوي « فإياي فأعبد » التقديم للحصر « فأكملت » على بناء المجهول ويحتمل المعلوم على صيغة المتكلم « بشبليك » أي ولديك ، شبههما بولد الأسد في الشجاعة أو شبهه بالأسد في ذلك أو هما معا ، والمعنى ولدي أسدك تشبيها لأمير المؤمنين عليهالسلام بالأسد ، وفي القاموس : الشبل بالكسر ولد الأسد إذا أدرك الصيد ، وقال : السبط بالكسر ولد الولد ، والقبيلة من اليهود والجمع أسباط ، وحسين سبط من الأسباط ، أمة من الأمم ، وفي النهاية فيه : الحسين سبط من الأسباط ، أي أمة من الأمم في الخير ، والأسباط في أولاد إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهالسلام بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل عليهالسلام واحدهم سبط ، فهو واقع على الأمة ، والأمة واقعة عليه ، ومنه الحديث الآخر : الحسن والحسين سبطا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أي طائفتان وقطعتان منه ، وقيل : الأسباط خاصة الأولاد ، وقيل : أولاد الأولاد ، وقيل : أولاد البنات.
« خازن وحيي » أي حافظ كلما أوحيته إلى أحد من الأنبياء « فهو أفضل » الفاء للبيان ، والكلمة التامة إما أسماء الله العظام أو علم القرآن أو الأعم منه ومن