باب
في أنه إذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده
أو ولد ولده فإنه هو الذي قيل فيه
١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال إن الله تعالى أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا سويا مباركا يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل فحدث عمران امرأته
______________________________________________________
باب في أنه إذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده
فإنه هو الذي قيل فيه
الحديث الأول صحيح « سويا » أي مستوي الخلقة ، وكون اسم أم مريم حنة موافق لما ذكره أكثر المفسرين وأهل الكتاب ، وقد مر في باب مولد أبي الحسن موسى عليهالسلام أن اسمها مرثا ، وهي وهيبة بالعربية فيمكن أن يكون أحدهما اسما والآخر لقبا أو يكون أحدهما موافقا للواقع والآخر لما اشتهر بين أهل الكتاب أو العامة وهذه القصة إشارة إلى ما ذكره الله تعالى ، في سورة آل عمران حيث قال : « إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً » (١).
قال البيضاوي : هذه حنة بنت فاقوذا جدة عيسى ، روي أنها كانت عاقرا عجوزا فبينا هي في ظل شجرة إذ رأت طائرا يطعم فرخه ، فحنت إلى الولد وتمنته فقالت : اللهم إن لك علي نذرا إن رزقتني ولدا أن أتصدق به على بيت المقدس فيكون من خدمه ، فحملت مريم وهلك عمران ، وكان هذا النذر مشروعا في عهدهم في الغلمان فلعلها بنت الأمر على التقدير أو طلبت ذكرا محررا أي معتقا لخدمته لا أشغله بشيء ، أو مخلصا للعبادة ، ونصبه على الحال« فَتَقَبَّلْ مِنِّي » ما نذرت« إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ »
__________________
(١) الآية : ٣٥.