أشياعه وأنصاره وأوليائه أتيحت بعده موسى فتنة عمياء حندس لأن خيط فرضي
______________________________________________________
قوله : أبيحت ، أقول : النسخ في كتب الحديث هنا مختلفة غاية الاختلاف ، ففي أكثر نسخ الكتاب : أبيحت بالباء الموحدة والحاء المهملة بمعنى أظهرت ، يقال : باح بسره وأباحه إذا أظهره ، أو من الإباحة والإحلال أي أباحوا هذا الإثم العظيم ، وفي بعضها انتجب بالنون والتاء المثناة والجيم ، فينبغي أن يقرأ على بناء المجهول إشارة إلى اهتمامهم بشأن تلك الفتنة ، وقرأ بعضهم على بناء المعلوم أي اختار بعده هداية الخلق بموسى في فتنة ، فهي منصوبة بالظرفية ، ويرد عليه أنه على هذا كان الصواب حندسا ، وفي بعض نسخ الكتاب وغيره أتيحت بالتاء المثناة الفوقانية والحاء المهملة على بناء المفعول ، من قولهم تاح له الشيء وأتيح له أي قدر وتهيأ وهذه أظهر النسخ.
وفي إعلام الورى انتجبت بعده موسى ، وانتجبت بعده فتنة عمياء حندس إلا أن خيط فرضي « إلخ » وفي بعض النسخ أنبحت بالنون والباء الموحدة والحاء المهملة من نباح الكلب ، وقوله : لأن خيط فرضي إما علة لانتجاب موسى كما في الإعلام ، أو لما يدل عليه الفتنة من كون ما ادعوه من الوقف باطلا ، والأظهر إلا أن كما مر في الإعلام بتشديد إلا أو تخفيفه ، وفي كتاب غيبة النعماني أيضا إلا أن ، وفيه بعده : وحجتي لا تخفى وأوليائي بالكأس الأوفى يسقون أبدال الأرض ، وقرأ بعض الأفاضل أنيخت بالنون والخاء المعجمة ، وقال : الإناخة الإسقاط ومنه يقال للأسد : المنيخ لإسقاطه وكسره كل صيد ، موافقا لما يجيء من قولهم ، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس والباء للسببية والفتنة الضلال والإضلال ، وقوله : لأن ، استدلال على سقوط الفتنة ، انتهى.
ونسبة العمى إلى الفتنة على المجاز لتأكيد عمى أهلها والحندس بالكسر الظلمة الشديدة والليل المظلمة ، والمراد بالفتنة قول بعض الأصحاب بالوقف على الصادق عليهالسلام وهم الناووسية ، أو قول كثير من الأصحاب بالوقف على موسى عليهالسلام وعلى بعض