فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ » (١) فهو لله
______________________________________________________
من غير إسراف وتقتير والمعادن والكنوز وما يخرج بالغوص ، والحلال المختلط بالحرام مع جهل القدر والمالك ، وأرض الذمي إذا اشتراها من مسلم ، وضم الحلبي إليها الميراث والهبة والهدية والصدقة ، وأضاف الشيخ العسل الجبلي والمن وأضاف الفاضلان الصمغ وشبهه.
ومستحقه على المشهور أيضا المذكورون فيقسم ستة أقسام سهم الله وسهم رسوله للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكذا سهم ذي القربى يضعه حيث يشاء من المصالح ، وحال عدمه عليهالسلام للإمام القائم مقامه والنصف الآخر للمذكورين من بني هاشم ، وذلك للروايات عن أهل البيت عليهمالسلام.
وذكر في ( ف ) و ( ى ) أيضا عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : المراد أيتامنا ومساكيننا وأبناء سبيلنا ، وللخمس أحكام يعلم من الكتب الفرعية.
والذي ينبغي أن يذكر هنا مضمون الآية فهي تدل على وجوبه في غنائم دار الحرب مما يصدق عليه شيء أي شيء كان منقولا وغير منقول. قال في الكشاف : حتى الخيط والمخيط ، فإن المتبادر من الغنيمة هنا هي ذلك.
ويؤيده تفسير المفسرين به ، وكون ما قبل الآية وما بعدها في الحرب مثل« يَوْمَ الْفُرْقانِ » أي يوم حصل الفرق بين الحق والباطل فيه بأن غلب الحق عليه ، ويوم التقى الجمعان ، المسلمون والكفار والدلالة على الوجوب يفهم من وجوه التأكيد المذكورة فيها التصدير بالعلم ، وليس المراد العلم فقط بل العلم المقارن للعمل ، فإن مجرد العلم لا ينفع بل يصير وبالا عليه ، ومعلوم أن ليس المطلوب في مثل هذه الأمور العلم بها وهو ظاهر ، وتقييده بالإيمان أي إن كنتم آمنتم بالله وبما أنزل من الفتح والنصرة يوم الفرقان فاعلموا أن ما غنمتم فجزاؤه محذوف من جنس ما قبله بقرينته ولكن لا مجرد العلم بل المقارن للعمل كما مر فتأمل.
وذكر الجملة الخبرية وتكرار أن المؤكدة وحذف الجر لإفادته العموم ذكره ( ف ) حيث قال : « فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ » مبتدأ خبره محذوف ، تقديره فحق أو واجب
__________________
(١) سورة الأنفال : ٤٢.