وإن لا تكن فيكم فاسألوا الله وارغبوا إليه فيها قال فذكرها عشرة اليقين والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة والمروءة
______________________________________________________
ذلك من خير » أي من خير عظيم أراد الله بكم أو علم الله فيكم من صفاء طينتكم أو من عمل خير أو نية خير صدر عنكم فاستحققتم أن يتفضل عليكم بذلك. أو اعلموا أن ذلك من توفيق الله سبحانه ، ولا يمكن تحصيل ذلك إلا به ، أو عدوه من الخيرات العظيمة أو خص رسله من بين سائر الخلق بالنبوة والرسالة والكرامة بسبب مكارم الأخلاق التي علمها فيهم.
واليقين أعلى مراتب الإيمان بحيث يبعث على العمل بمقتضاه كما مر.
والقناعة الاجتزاء باليسير من الأعراض المحتاج إليها يقال : قنع يقنع قناعة إذا رضي ، والأظهر عندي أنها الاكتفاء بما أعطاه الله تعالى وعدم طلب الزيادة منه قليلا كان أم كثيرا.
والصبر هو حبس النفس عن الجزع عند المصيبة وعن ترك الطاعة لمشقتها وعن ارتكاب المعصية لغلبة شهوتها.
والشكر مكافأة نعم الله في جميع الأحوال باللسان والجنان والأركان.
والحلم ضبط النفس عن المبادرة إلى الانتقام فيما يحسن لا مطلقا.
وحسن الخلق هو المعاشرة الجميلة مع الناس بالبشاشة والتودد والتلطف والإشفاق واحتمال الأذى عنهم.
والسخاء هو بذل المال بسهولة على قدر لا يؤدي إلى الإسراف في موضعه ، وأفضله ما كان بغير سؤال.
والغيرة الحمية في الدين وترك المسامحة فيما يرى في نسائه وحرمه من القبائح ، لا تغير الطبع بالباطل والحمية فيه ، والقتل والضرب بالظن من غير ثبوت شيء عليه شرعا وأمثال بذلك.
والشجاعة الجرأة في الجهاد مع أعادي الدين مع تحقق شرائطه ، والأمر