لقد رأى ملك مصر رؤيا مهولة ، فاحضر عند الصباح المعبرين للرؤيا ، فقص عليهم رؤياه ثم التفت اليهم وطلب منهم تعبير رؤياه ، ولكن الجميع دهشوا لهذه الرؤيا ولم يتمكنوا من تعبيرها ، وقالوا له : ( اضغاث احلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين ).
والرؤيا التي رآها الملك وكما يصفها القرآن لنا هي : ( وقال الملك اني ارى سبع بقرات سمان ياكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخر يابسات ... ).
ولما اظهروا عجزهم عن تأويل هذه الرؤيا ، هنا تذكر ساقي الملك الذي خرج من السجن ما حدث له ولصاحبه في السجن مع يوسف ، ونجا من السجن كما بشره يوسف.
قال الساقي للملك : يوجد في زاوية السجن رجل حي الضمير طاهر القلب ومؤمن بالله مفسرا للارحام ، يستطيع ان يكشف الحجاب عن هذه الرؤيا ، هنا طلب الملك الاسراع بالذهاب الى السجن واخبار السجين بالرؤيا والاتيان بالخبر.
مضى الساقي الى السجن مسرعا ليرى صديقه القديم ، الذي لم يف له بوعده.
عندما وصل اليه قال له : يوسف ايها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان ... ونقل له رؤيا الملك ، وطلب منه تفسير الرؤيا.
بدون اي تردد واي شرطا او اجرا لتعبيره ، عبر الرؤيا فورا وقال له : تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم منه فذروه في سنبله ولا تستعملون منه الا القليل مما تاكلون ، ويجب عليكم ان تقتصدون في مصرفه ، ثم يأتي بعد ذلك سبع سنين شداد تموت مزارعكم وتنقطع الامطار وتحصل المجاعة والقحط عند