ذلك تأكلون مما ادخرتم وتنجون من الموت جوعا ، ثم يأتي بعد ذلك عام فيه يُغاث الناس وتنزل البركة وتمطر السماء فترتفع المجاعة وتكثر الخيرات ...
لقد كان تعبير يوسف لرؤيا الملك دقيقا ومدروسا ومنطقيا الى درجة انه جذب الملك وحاشيته اليه.
لقد فهم الملك اجمالا ان يوسف لم يكن رجلا يستحق السجن ، بل هو شخص اسمى مقاما من الانسان العادي ، فعند ذلك امر الملك باحضاره واطلاق صراحه فبعث من يأتي به.
لم يوافق يوسف على الخروج من السجن دون ان يثبت براءته وطهارته امام الجميع ، كما يُثبت ضمنا تلوث النظام الحكومي وما يجري في قصر الملك وقصر وزيره ! فالتفت الى رسول الملك وقال له : ارجع الى الملك واسأله ما بال النسوة التي قطعن ايديهن.
عندما جاء الرسول واخبر الملك بطلب يوسف ، احضر النسوة وكانت العزيزة حاضرة ايضا وسألهن وقال : ( ما خطبكن اذ راودتن يوسف عن نفسه ) ، هل كان عنده من تقصير او ذنب؟ فتيقظ الوجدان ونطقن بالحق جميعا وقلن : ( حاش لله ما علمنا عليه من سوء ) واعترفن بذنبهن.
وقالت العزيزة حيث كانت حاضرة تسمع وترى ، فلم تجد القدرة في نفسها على السكوت ، ودون ان تُسأل واحست بضميرها يستيقظ والوقت قد حان لان تعترف وتنزه يوسف ، وخاصة انها رأت كرم يوسف المنقطع النظير من خلال رسالته الى الملك ، اذ لم يعرض فيها بالطعن في شخصيتها ولم يذكرها بسوء ، بل كان كلامه مغلقا تحت عنوان « نسوة مصر ».