العافية حتى تهنئني المعيشة. (١)
روي انه بعد وفاة آدم عليهالسلام جاء قابيل الى اخيه هبة الله عليهالسلام ، فقال : ان ابي قد اعطاك العلم الذي كان عنده ، وانا كنت اكبر منك واحق به منك ، ولكن قتلت ابنه فغضب عليّ فاترك بذلك العلم عليّ ، وانك والله ان ذكرت شيئا مما عندك من العلم الذي ورثك ابوك لتتكبر به عليّ ولتفتخر عليّ لاقتلنك كما قتلت اخاك.
فاستخفى هبة الله بما عنده من العلم لينقضي دولة قابيل ، فحدّث هبة الله ولده بالميثاق سرا ، فكانوا يتوارثونها عالم بعد عالم ، وكانوا يفتحون الوصية كل سنة يوما فيحدثون ان اباهم قد بشرهم بنوح عليهالسلام.
وعلى هذا كانت التقية والوصية من الامور المهمة ومن اجل الحفاظ على الدين الاصيل والرسالة السماوية الحقة ، ولنا في ابن آدم اسوة حسنة ، فجرت السنة بالتقية والوصية.
روي انه لما صمم قابيل على قتل اخيه هابيل ( فطوعت له نفسه قتل اخيه ) فلم يدري كيف يقتله حتى جاء ابليس فعلمه فقال : ضع رأسه بين حجرين ثم اشدخه ، فلما قتله لم يدر ما يصنع به ، فجاء غرابان فاقبلا يتضاربان حتى اقتتلا فقتل احدهما صاحبه ، ثم حفر الذي بقي الارض بمخالبه ودفن فيه صاحبه ، قال قابيل : ( يا ويلتي اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فاواري
__________________
١ ـ فروع الكافي ٢ : ٢١٦.