المغرب ، باقل من رمشة عين ، بل انت جالس في المغرب وتتحدث مع من يجلس في المشرق وتراه مباشرة وفي آن واحد ... اليس هذا من عظمة الله عزوجل وقدرته ، وأليس هذا هو التوحيد؟! فتأمل.
قال الطبرسي رحمه الله : وادي النمل هو واد بالطائف ، وقيل : بالشام.
بينما كان سليمان عليهالسلام يسير مع جنوده مروا بوادي النمل ، فخرجت رئيستهم ونادت بقية النمل ، ان ادخلوا بيوتكم لا يحطمنكم جنود سليمان ، وذلك في قوله تعالى : ( حتى اذا اتوا على وادي النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون * فتبسم ضاحكا من قولها ... ) (١).
لما سمعها سليمان عليهالسلام وقف بجنوده حتى دخل النمل مساكنهم فتبسم ضاحكا من قولها ، وسبب ضحكه ، التعجب لانه رأى ما لا عهد له به ، وقيل : فتبسم من حذرها.
وهذا يدل على ان سليمان وجنوده كانوا ركبانا ومشاة على الارض ولم تحملهم الريح ، لان الريح لو حملتهم بين السماء والارض لما خافت النملة ان يطؤوها بارجلهم ، ولعل هذه القصة كانت قبل تسخير الله الريح لسليمان عليهالسلام.
فان قيل : كيف عرفت النملة سليمان وجنوده حتى قالت هذه المقالة؟
قلنا : اذا كانت مأمورة بطاعته فلابد ان يخلق الله لها من الفهم ما تعرف به امور طاعته ، ولا يمنع ان يكون لها فهم ما تستدرك به ذلك.
__________________
١ ـ النمل : ١٩.