فزوجه بها ، واخرج لقابيل جنية فزوجه بها ، فحسد قابيل اخاه على الحوراء ، فقال لهما آدم : قربا قربانا فقرب قابيل من تبن زرعه ، وقرب هابيل افضل كبش في غنمه لله ، فقبل الله قربان هابيل ولم يقبل قربان قابيل ، فازداد حسدا فزين له الشيطان قتل اخيه فشدخه بالحجارة حتى قتل (١).
وروي انه لما قتل قابيل هابيل ، تركه بالعراء لا يدري ما يصنع به ، فبعث الله غرابين فاقتتلا فقتل احدهما صاحبه ، ثم حفر له بمنقاره وبرجله ، ثم القاه في الحفيرة وواراه ، وقابيل ينظر اليه ، فتعلم منه ودفن اخاه.
ذكرنا ان الله بعث الى قابيل جنية والى هابيل حورية ، فكثر النسل منهما.
وروي ايضا : لما مضى من عمر آدم مائة وثلاثون سنة وذلك بعد قتل هابيل بخمس سنين ، ولدت له حواء ( شيثا ) ـ وتفسيره هبة الله ـ وكان وصي آدم وولي عهده ، وهو اول وصي على وجه الارض من الآدميين ، ثم ولد لآدم من بعد شيث ، يافث ، فلما ادركا واراد الله عزوجل ان يبلغ بالنسل ما ترون وان يحكم بتحريم الزواج من الاخوات على الاخوة ، انزل الله بعد العصر من يوم الخميس ، حوراء من الجنة اسمها ـ بركة ـ فأمر الله عزوجل آدم ان يزوجها من شيث ، فزوجها منه ، ثم انزل بعد العصر من الغد حوراء من الجنة اسمها ـ منزلة ـ او ـ نزلة ـ فأمر الله عزوجل آدم ان يزوجها من يافث فزوجها منه ، فولد لشيث غلام وولد ليافث جارية ، فأمر الله عزوجل آدم حين ادركا ان يزوج بنت يافث من ابن شيث ، ففعل ذلك فولد الصفوة من النبيين والمرسلين من نسلهما ....
ومن قال بزواج اخت قابيل من اخت هابيل ، او بزواج الاخوة من الاخوات فقد كذب ، ومعاذ الله ان يكون على ما قالوا ...
__________________
١ ـ تاريخ اليعقوبي : ج ١ ص ٢.