يُؤَنَّثُ وَلَا يُذَكَّرُ والثَّالِثُ جَوَازُ الْأَمْرَيْنِ.
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ مَا يُذَكَّرُ.
الرُّوح والتَّذْكِيرُ أَشْهَرُ وَالْوَجْهُ والرَّأْسُ والحَلْقُ والشَّعْرُ وقُصَاصُهُ والفَمُ والْحَاجِبُ والصُّدْغُ والصَّدْرُ وَاليَافُوخُ والدِّمَاغُ والخَدُّ والأَنْفُ والمَنْخِرُ والفُؤَادُ وحَكَى بعضُهُمْ تَأْنِيثَ الْفُؤَادِ فَيَقُولُ هِىَ الْفُؤَادُ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِى وَلَا أَعْلَمُ أَحَداً مِنْ شُيُوخِ اللُّغَةِ حَكَى تَأْنِيثَ الْفُؤَادِ واللَّحْىُ والذَّقَنُ والبَطْنُ والقَلْبُ والطِّحَالُ والخَصْرُ والحَشَى والظَّهْرُ والمَرْفِقُ والزَّنْدُ والظُّفْرُ والثَّدْىُ والعُصْعُصُ وَكُلُّ اسْم لِلْفَرْجِ مِنَ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى كالرَّكَبِ والنَّحْرُ و الكُوعُ وَهُوَ طَرَفُ الزَّنْدِ الَّذِى يَلِى الإِبْهَامَ و الكُرْسُوعُ وَهُوَ طَرَفُهُ الَّذِى يَلِى الْخِنْصِرَ و شُفْرُ الْعَيْنِ وَهُوَ حَرْفُهَا وأصُولُ مَنَابِتِ الشَّعْرِ و الجَفْنُ وَهُوَ غِطَاءُ العَيْنِ مِنْ أَسْفَلِهَا وأَعْلَاهَا و الهُدْبُ وَهُوَ الشَّعْرُ النَّابِتُ فِى الشُّفْرِ و الحِجَاجُ وَهُوَ العَظْمُ المُشْرِفُ عَلَى غَارِ الْعَيْنِ وَالماقُ وَهُوَ طَرَفُ الْعَيْنِ و النُّخَاعُ وَهُوَ الخَيْطُ يَأخُذُ مِنَ الهَامَةِ ثُمَّ يَنْقَادُ فِى فَقَارِ الصُّلْبِ حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى عَجْبِ الذَّنَبِ والمصِيرُ والنَّابُ والضِّرْسُ والنَّاجِذُ و الضَّاحِكُ وَهُوَ الْمُلَاصِقُ لِلنَّابِ و الْعَارِضُ وَهُوَ الْمُلَاصِقُ لِلضَّاحِكِ و اللِّسَانُ وَرُبَّمَا أُنِّثَ عَلَى مَعْنَى الرِّسَالَةِ والْقَصِيدَةِ مِنَ الشِّعْرِ وقَالَ الْفَرَّاءُ لَمْ أَسْمَعِ اللِّسَانَ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا مُذَكَّراً وَقَالَ أَبُو عَمْرو بْنُ الْعَلَاءِ اللِّسَانُ يُذَكَّر وَيُؤَنَّثُ والسَّاعِدُ مِنَ الْإِنْسَانِ.
القسم الثانى: مَا يُؤَنَّثُ:
الْعَيْنُ وَأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ
والعَينُ بِالإِثمِد الحَارِىّ مَكْحُول
فَإِنَّمَا ذَكَّرَ مَكْحُولاً لِأَنَّهُ بِمَعْنَى كَحِيلٌ. وكَحِيلٌ فَعِيلٌ وَهِىَ إِذَا كَانَتْ تَابِعَة لِلْمَوْصُوفِ لَا يَلْحَقُهَا عَلَامَةُ التَّأْنِيثِ فَكَذلِكَ مَا هُوَ بِمَعْنَاهَا. وَقِيلَ لِأَنَّ الْعَيْنَ لَا عَلَامَةَ لِلتَّأْنِيثِ فِيهَا فَحَمَلهَا عَلَى مَعْنَى الطَّرْفِ.
والعَرَبُ تَجْتَرِئُ عَلَى تَذْكِيرِ المُؤَنَّثِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ عَلَامَةُ تَأْنِيثٍ وَقَامَ مَقَامَهُ لَفْظٌ مُذَكَّرٌ حَكَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَابْنُ الْأَنْبَارِىِّ وَحَكَى الْأَزْهَرِىُّ قَرِيباً مِنْ ذلِكَ وَقَوْلُهُمْ كَفٌ مُخَضَّبٌ عَلَى مَعْنَى سَاعِدٍ مُخَضَّبٍ لكِنْ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِىِّ بَابُ ذلِكَ الشِّعْرُ وَمِنْهُ الأذُن والكَبِدُ و كَبِدُ القَوْسِ والسَّمَاءُ وَنَحْوُ ذلِكَ مُؤَنَّثٌ أَيْضاً والإِصْبَعُ و العَقِبُ لِمُؤَخَّر القَدَمِ والسَّاقُ والفَخِذُ واليَدُ والرِّجْلُ والقَدَمُ والكَفُّ ونَقَلَ التَّذْكِيرَ مَنْ لَا يُوثَقُ بِعلْمِهِ والضِّلَع وَفِى الْحَدِيثِ « خُلِقَت المَرأةُ مِنْ ضِلَعٍ عَوْجَاءَ ». و الذِّرَاعُ قَالَ الْفَرَّاءُ وبَعْضُ عُكْلٍ يُذَكِّرُ فَيَقُولُ هُوَ الذرَاعُ والسِّنُّ وكَذلِكَ السِّنُ مِنَ الْكِبَر يُقَالُ كَبِرَتْ سِنِّى والوَرِكُ والأَنْمُلَةُ واليَمِينُ والشِّمَالُ والكَرِشُ.
القسم الثالث: ما يذكَّر ويؤنَّث.
العُنُق مُؤَنَّثَةٌ فِى الْحِجَازِ مُذَكَّرٌ فِى غَيْرِهِمْ وَلَمْ يَعْرِفِ الْأَصْمَعِىُّ التَّأْنِيثَ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ التَّذْكِيرُ أَغْلَبُ لِأَنَّهُ يُقَالُ لِلْعُنُقِ الْهَادِى و العَاتِقُ حَكَى التَّأْنِيثَ والتَّذْكِيرَ الْفَرّاءُ والْأَحْمَرُ وأَبُو عُبَيْدَةَ وَابْنُ السِّكِّيتِ و القَفَا والتَّذْكِيرُ أَغْلَبُ وَقَالَ الْأَصْمَعِىُّ لَا أَعْرِفُ إلَّا التَّأْنِيثَ و الْمِعَى والتَّذْكِيرُ أَكْثَرُ والتَّأْنِيثُ لِدَلَالَتِهِ عَلَى الْجَمِع وَإِنْ كَانَ وَاحِداً فَصَارَ كَأَنَّهُ جَمْعٌ وَمِنَ التَّذْكِيرِ ( الْمُؤْمِنُ يَأْكُل فِى مِعًى وَاحِدٍ ). بِالتَّذْكِيرِ وَهذَا هُوَ المَشْهُور رِوَايَةً وَلِأَنَّهُ مُوَافِقٌ لِمَا بَعْدَهُ مِنْ قَولِهِ ( والْكَافِرُ يَأْكُلُ فِى سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ ). بِالتَّذْكِيرِ وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ وَاحِدَةٍ بِالتَّأْنِيثِ والإِبْهَامُ والتَّأْنِيث لُغَةُ الْجُمْهُورِ وَهُوَ الْأَكْثَرُ و الْإِبْطُ فَيُقَالُ هُوَ الْإِبْطُ وَهِىَ الْإِبْطُ و العَضُدُ فَيُقَالُ هُوَ الْعَضُدُ وَهِىَ الْعَضُدُ والعَجُزُ مِنَ الْإِنْسَانِ وَأَمَّا النَّفْسُ فَإِنْ أُرِيدَ بِهَا الرُّوحُ فَمُؤَنَّثَةٌ لَا غَيْرُ قَالَ تَعَالَى ( خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ) وَإِنْ أُرِيدَ بِهَا الْإِنْسَانُ نَفْسُهُ فَمُذَكَّرٌ وجَمْعُهُ أَنْفُسٌ عَلَى مَعْنَى أَشْخَاصٍ. تَقُولُ ثَلَاثُ أَنفُسٍ وثَلَاثَةُ أَنْفُسٍ وَطِبَاعُ الْإِنْسَانِ بِالْوَجْهَيْنِ والتَّأْنِيثُ أَكْثَرُ فَيُقَالُ طِبَاعٌ كَرِيمَةٌ و رَحِمُ الْمَرْأَةِ مُذَكَّرٌ عَلَى الْأَكْثَرِ لِأَنَّهُ اسْمٌ لِلْعُضْوِ قَالَ الْأَزْهَرِى و الرَّحِمُ بَيْتُ مَنْبِتِ الوَلَدِ ووعَاؤُهُ فِى البَطْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْكِى التَّأْنِيثَ و رَحِمُ القَرَابَةِ أُنْثَى لِأَنَّهُ بِمَعْنَى القُرْبَى وَهِىَ الْقَرَابَة وَقَدْ يُذَكَّرُ عَلَى مَعْنَى النَّسَبِ.
( فصل ) تَقُولُ رَجُل واحِدٌ وثانٍ وثالِثٌ إِلَى عَاشِر وَامْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ وثَانِيَةٌ وثَالِثَةٌ إِلَى عَاشِرَةٍ فَتَأْتى باسْم الْفَاعِل عَلى قِياسِ التَّذْكِيرِ وَالتَّأْنِيث فَإِنْ لَمْ يَكُن اسمَ فَاعلِ وقد مَيَّزْتَ العَدَدَ أَوْ وَصَفتَ بهِ أَتَيْتَ بِالْهَاءِ مَعَ المُذَكِّر وحَذفْتَها مَعَ الْمُؤَنَّثِ عَلَى الْعَكْسِ فَتَقُولُ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ ورجالٌ ثَلَاثَةٌ وثَلَاثُ نِسْوَةٍ ونِسْوَةٌ ثَلَاثٌ إِلَى الْعَشَرَةِ.
وَإِذَا كَانَ الْمَعْدُودُ مُذَكَّراً وَاللّفْظُ مُؤَنَّثاً أَوْ بِالْعَكْسِ جَازَ التَّذْكِيرُ والتَّأْنِيثُ نَحْوُ ثَلَاثَةِ أَنْفُسٍ وثَلَاثِ أَنْفُسٍ.
فَإِنْ جاوَزْت الْعَشَرَةَ سَقَطَتِ التاءُ مِنَ الْعَشَرَةِ فِى الْمُذَكَّرِ وثَبَتْ فِى الْمُؤَنِث.
وتَذْكِيرُ النَّيِّفِ وتَأْنِيثُهُ كَتَذْكِير المُمَيِّز وَتَأْنِيثِهِ فَتَقُولُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً وثَلَاثَ عَشْرَةَ امْرَأَةَ إِلَى تِسْعَةَ عَشَرَ وَتُحْذَفُ الْهَاءُ مِنَ المُرَكَّبَيْنِ فِى الْمُذَكَّرِ فِى أحَدَ عَشَرَ واثْنَىْ عَشَرَ وتُؤَنِثُهُمَا مَعاً فِى الْمُؤَنَّثِ نَحْوُ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً واثْنَتَىْ عَشْرَةَ جَارِيَةً.
فَإِنْ بَنَيْتَ النَّيِّفَ عَلَى اسْمِ فَاعِل ذَكَّرْتَ الاسْمَيْنِ فِى الْمُذَكَّرِ