وطالما الأمر كذلك فوجب في الحكمة الإلهية تعريفهم لنا ; لئلاّ نضلّ ، وهو الغاية ، فلنرى إذن من هم أئمتنا بعد رسولنا الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال سبحانه : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) (١) والذكر هو الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو القرآن ، والدليل على الأوّل قوله تعالى : ( قَدْ أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) (٢).
والدليل على الثاني قوله تعالىٰ : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (٣). وكلا المعنيين مراد ; فأهل القرآن عدله ، علىٰ أعلىٰ مستوى من الكمال الذي يناسب كلام الله ، فأهل القرآن على علم كامل به ، ومن هذه صفته فلابدّ وأن يكون على أعلى قمّة الطهارة.
فأهل القرآن هم مطهّرون وهذا هو المطابق للآية الكريمة ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (٤) فالمطهّرون هم المصطفَوْن من العباد ، وهم الأمة الذين يهدون بالحق وبه يعدلون ; لأنّ من يعرف الحقّ معرفة كاملة ، هم أهل الكتاب الذين أُورثوه ، والمطهّرون المصطفون من قبل الله سبحانه ، فمَن مِن الأمّة المطهّرون والمصطفون من قبل الله ؟
_____________________
(١) سورة النحل : ٤٣.
(٢) سورة الطلاق : ١٠ ، ١١.
(٣) سورة الحجر : ٤.
(٤) سورة فاطر : ٣٢.