علامات المعرِّف
ثمّة أمران يعرف بهما المعرِّف ـ هذا مع كماله في نفسه ، وأهليته لذلك ، وهذا غنيّ عن البيان ـ وهما : ادّعاؤه الرسالة ، وإتيانه بالمعجز ، وهو البيّنة على دعواه ، فلو تمّ الأمران وجب التسليم لذيهما بلا أدنى ريب.
وهذا المعرِّف الذي يأتي بالرسالة مقترنة بالآية ( المعجزة ) يسمّى بـ ( الرسول ) فإذا انتهت مدّة حياته في الدنيا قام مقامه من يسمّى بـ ( الإمام ) ، فالمعرِّف هو : رسول الله وهو ميلاد الرسالة وبدؤها ، وإمام وهو استمرار وامتداد للرسول والرسالة ، ولابدّ وأن يكون كاملاً كمال الرسول ، واختياره كذلك أمر مختص بالله تعالى كما هو الحال في اختيار الرسول.
قد تستفسر : هل يجب أن يكون الإمام بهذه الصفة ؟ وبأيّ دليل ؟
والجواب على ذلك واضح بعد ما تقدّم بيانه حيث الاختلاف طبيعة لازمة من اجتماع البشر ، نظراً لتفاوت العقول ، ورحمة الله وحكمته تقتضيان وجود معرِّف يعرِّفهم وجه الحق والصواب فيما اختلفوا فيه ، ونفس البيان آنف الذكر يرد هنا.