صفات المعرِّف ومصاديقه
أوّلاً : قال أصدق القائلين ـ وقوله شفاء من كلّ داء ـ : ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١) يستفاد من هذه الآية الكريمة ما يلي :
أ ـ إنّ الإمامة عهد من الله سبحانه بما لا يدع مجالاً لاختيار بشري ، فهي جعل من قبله سبحانه : ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) وهذا كقوله سبحانه في موضع آخر : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (٢).
ب ـ إنّ هذا العهد وهذا الجعل لا ينال الظالمين سواء كان ظلم النفس ، أو ظلم الغير ، بأيّ درجات الظلم كما هو معنى الإطلاق من الآية.
ثانياً : قال سبحانه ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) (٣).
_____________________
(١) سورة البقرة : ١٢٤.
(٢) سورة القصص : ٦٨.
(٣) سورة الأعراف : ١٨١.