البداية
قابلت ـ ذات يوم ـ شابّاً من الشباب ممّن يتمتّعون بثقافة عالية وسعة أفق ، قليلاً ما نجدها في هذه الأيام ، تحدّثنا في أمور شتّى ، وتطرّقنا إلى مواضيع مختلفة ، يهمّني من تلك المواضيع الحوار الذي دار بيننا على مدى أيّام متعدّدة ، ذلك الحوار الذي أثمر ثمرة هامّة ، سميتدّ أثرها إلى ما شاء الله من أجيال قادمة.
إنّه حوار حول مسألة تخصّ الإنسان في صميم ذاته ، في دينه ، في أفكاره ، في سلوكه.
إنّها مسألة الإمامة والسفارة الإلهيّة بين الله وخلقه ، أو بعبارة أخرى ( المعرفة والمعرِّف ) حيث تلخّص هاتان الكلمتان فلسفة الإمامة كلّها ، بل فلسفة خلقنا.
فقد كنت أحثّه على التمسّك بالدين الإسلامي ، والعمل بمقتضاه ، وما إلى ذلك ، فأحسست منه استثقالاً ، وعدم رغبة في سماع كلامي ، فقلت له : ما بك ؟ أتريد تغيير الموضوع ؟ أم مشغول بشيء تريد الانصراف له ؟ أم ماذا ؟
فقال : بصراحة تامّة إنّ موضوع الدين مشكل بالنسبة لي.