نحسب أنَّ التدبر في مضامين هذه الآيات الشريفة سيكشف أمامنا أُفقاً واسعاً من المعرفة بهؤلاء الذين هم خالدون في جنات تجري من تحتها الأنهار أبداً ، وأنَّ الله عزَّ وجل قد رضي عنهم ، وأنّهم رضوا عنه.
وهنا هي قمة العظمة والسمو في الوصف والبيان ... فمن هم هؤلاء الذين رضوا عنه ؟
إنّهم الصادقون في إيمانهم وأعمالهم مع الله الذين عملوا الصالحات وخشوا الله والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والتابعون لهم « باحسان » ، والمؤمنون الذين لا يوادّون من حآدَّ الله ورسوله.
لقد عرفنا فيما تقدّم من البحث أنّ الكافرين ـ بشكل خاص ـ والذين هم في النار خالدون ، لا تنالهم الشفاعةُ مطلقاً بدلالة الخلود في النار أبداً.
إذن فمن هم اُولئك الذين تنالهم الشفاعة ؟ ومن هم الذين لا تنالهم ؟
السؤال الذي يُطرح هنا هو أنّ مفهوم الشفاعة يعني غفران الذنب ورفع العقاب المستتبع له ، فكيف يمكن الجمع إذن بين صفة الإيمان بالله واليوم الآخر وبين صفة ارتكاب الذنب ومقارفة المعصية ؟
وللجواب على ذلك نقول : إنّ
للمؤمنين درجاتٌ بما امتلك كل مؤمن من الصفات ، وقد أشار القرآن الكريم في مواضع عديدة إلى حقيقة التفاوت والدرجات بين المؤمنين ، مثل قوله تعالى : ( ... لاَّ يَسْتَوِي