إنّ معرفة الناس بثبوت الشفاعة لمن أذنب بواسطة الأنبياء والصالحين يخلق عندهم الجرأة على ارتكاب الذنب على أمل نيل الشفاعة منهم يوم القيامة.
وهذا الأمر سيؤدي إلى عبثية الأحكام المتعلقة بالجزاء حيثُ سيضطرب النظام الإجتماعي ويشيع الفساد في الناس وتنتهك أحكام الله التي وضعها لعبادهِ.
والجواب عليه :
إنَّ مشكلة هذا الإشكال وضعفه : هو أنّه تجاهل ظاهرة مهمة في الآيات القرآنية التي تناولت بصورة مباشرة موضوع الشفاعة وقبولها ، وكذلك الآيات التي تحدثت عن خلود الكافرين في النار ... وهذه الظاهرة هي : إنّ آيات الشفاعة لم تُعيّن على سبيل التحديد أفراد النّاس ومجاميعهم ممن تنالهم الشفاعة ، كما أنّها لم تُعيّن الذنوب التي تُقبل الشفاعة فيها ...
فإذا كان الأمر كذلك ، فكيف تطمئن نفسٌ أن تنالها الشفاعة ، وكيف تطمئن أيضاً إلى أن ذنبها الذي ترتكبه هو من الذنوب التي تقبل بها الشفاعة.
ومن هنا فإنّ النفس والحال هذه ستبقى متعلقة ، وجلةً تتملكها الخشية من ارتكاب الذنب والمعصية خوفاً أن لا تكون ممن تنالها الشفاعة ، أو أن يكون ذنبها مما لا تقبل فيه الشفاعة.
أما الآيات الشريفة التي تحدثت عن
الكافرين وخلودهم في النار