عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمير ، عن منصور بن يونس عن أبي بصير قال : سمعتُ أبا عبدالله عليهالسلام يقول : « لا والله لا يقبل الله شيئاً من طاعته على الإصرار على شيء من معاصيه » (١).
وبعد كل ما تقدم أصبح واضحاً وجليّاً أنَّ المؤمن إنما يخرج عن ربقة الإيمان التام الحقيقي بالإصرار على الذنب والمعصية ، ويغدو واضحاً أيضاً أنَّ المؤمن قد يُذنب الذنب الكبير أو الصغير ، لكنّه يُسارع إلى الاستغفار والتوبة فيتوب الله عليه ، وقد تقدّم فيما مضى أنَّ الشفاعة هي لأهل المعاصي من المؤمنين.
قال الحسين بن خالد : ... فقلت للرضا عليهالسلام : يا بن رسول الله فما معنى قوله عز وجل ( وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ) ؟ قال عليهالسلام : « لا يشفعون إلاّ لمن ارتضى الله دينه » (٢).
وعن البرقي عن علي بن الحسين الرقي ، عن عبدالله بن جبلة ، عن الحسن بن عبدالله ، عن آبائه ، عن جدّه الحسن بن علي عليهمالسلام في حديث طويل قال عليهالسلام : « إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال في جواب نفرٍ من اليهود سألوه عن مسائل : وأما شفاعتي ففي أصحاب الكبائر ما خلا أهل الشرك والظلم » (٣). وهذا الحديث يجري مجرى الحديث السابق في الكشف الواضح عن عدم رضى الله سبحانه وتعالى عن الذين يموتون وهم مشركون أو ظالمون.
عن عبيد بن زرارة قال : سُئل أبو عبدالله عليهالسلام عن المؤمن : هل له
__________________
(١) الكافي ، للكليني ٢ : ٢٨٨ / ٣ كتاب الإيمان والكفر باب الإصرار على الذنب.
(٢) بحار الانوار ، للمجلسي ٨ : ٣٤.
(٣) بحار الانوار ، للمجلسي ٨ : ٣٩.