ثالثاً : الإضرار بالنفس والغير ، مثلاً لو جهل بحرمة النكاح والمواقعة في الحيض ، فأتى زوجته فيها ، قد يؤدّي ذلك إلى انعقاد نطفة في الحيض ، فيكون الولد ظالماً قاسياً مريقاً للدماء ، ولو جهل حكم الزنا فقد يؤخذ وتثبت في حقّه فيستحقّ الحدّ ، وهو إضرار بالنفس ، وقد تنعقد منها نطفة فهو إضرار بمولود يولد من الزنا ؛ لأنّه يُحرم من الإرث في الدنيا ويعيش في عقدة اجتماعية لشذوذه الفطري والخَلقي بين الناس ، هذا بالإضافة إلى حرمانه من الإيمان والهداية ، بل من المعاصي ما يضرّ بالطبيعة والحياة كالزنا فإنّ لها آثاراً سلبيّة حتّى على الطبيعة ، فهي ظلم كبير لأنّها إضرار بالنفس وبالغير حتّى بالطبيعة والمجتمع وخرق للقوانين الطبيعية والأنظمة الاجتماعية والحقوق العامّة والخاصّة ، وهذا معنى قولهم عليهمالسلام : « لا يزني الزاني وهو مؤمن » (١) ، ومعنى قوله عليهالسلام : « أنّ العرش يهتزّ بفعل الزاني » ، ومن هنا تتضّح أهمّية معرفة الأحكام الشرعية.
رابعاً : الإنحراف والضلال ، روى بشير الدهّان ، قال : قال
__________________
(١) بحار الأنوار ٦٦ : ١٤١.