وقوله تعالى : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (١) ، وهذه الآية وإن كانت تعني رسول الله صلىاللهعليهوآله إلاّ أنّها غير مختصّة بشخصه الكريم ، وإنّما يشمل خلفاءه الراشدين ، وهم الأئمّة الطاهرون ، بأدلّة قطعيّة كثيرة ؛ لأنّ لهم ما لرسول الله صلىاللهعليهوآله بالتمام والكمال إلاّ الوحي ، فإنّه خاصّ به صلىاللهعليهوآله ، فلا يوحى إليهم ، ولا يشاركونه في هذه الخاصّة من خصائصه صلىاللهعليهوآله ، وقد أثبتنا ذلك في محلّه في الجزء الأوّل ـ الحلقة الاُولى ـ من هذه المجموعة عند بحثنا لاُصول العقائد مبحث الإمامة ، وعليه فالآية شاملة للأئمّة الأطهار عليهمالسلام لعموم المعنى والدلالة لا بخصوص اللفظ ، وخصوص اللفظ غير مانع من التمسّك بعموم المعنى.
ويكفي الاطمئنان ، وحتّى الظنّ الخاصّ التعبّدي ، الحاصل من وثاقة الراوي في استدلال المجتهد بالرواية المنسوبة إلى المعصوم عليهالسلام ، ويترتّب على حجّية قول المعصوم عليهالسلام أن يتعلّم الفقيه مقدّمات لا بدّ منها في معرفة صحّة الحديث وعدم صحّته في نسبته إلى المعصوم عليهالسلام ، وفي معرفة كونه حجّة أو غير حجّة ،
__________________
(١) سورة الحشر : ٧.