وعصر الغَيبة ، حيث عُدّ المجتهد بديلاً للإمام عليهالسلام ، أي قائماً مقامه الشريف على نحو الجزئية وفي حدود بيان الأحكام فقط ، أو على نحو الإطلاق كما هو عند القائلين بولاية الفقيه المطلقة ، أو على نحو الولاية المتوسطة ، وهو كونها أمراً بين الأمرين السابقين ، كما عُدّ الاجتهاد ـ وهو استنباط الحكم الشرعي الظاهري ـ بديلاً عن الحكم الواقعي ، وحجّةً على المجتهد ومقلّديه قائماً مقام حكم المعصوم عليهالسلام في كونه منجّزاً ومعذِّراً ، وقد أصبح المألوف في أذهاننا ، والمرتكز في نفوسنا ، ارتباط هذه الحقيقة بزمن الغَيبة ارتباطاً وثيقاً كاد أن ينفي وجود أيّ وجهٍ لجواز الاجتهاد في زمن حضور الإمام عليهالسلام ، وهو أمر ليس بصحيح ؛ ذلك أنّ الإسلام حاله حال سائر الأديان السماوية لا ينمو إلاّ في ظروف طبيعية بعيداً عن المعجزات وخوارق الطبيعة إلاّ في النادر من الحالات ، حيث تكون المعجزة إثباتاً للحقّ ، وإتماماً للحجّة ، أو إبقاء لصلب الدين ، وحفظاً لبيضة الإسلام ، إذا توقّف الإبقاء والحفظ للبيضة والأساس على عملية الإعجاز ولم يتحقّقا بالأسباب الطبيعة.
بعد هذه المقدّمة أقول : ومن الطبيعي
المسلّم أنّ الإسلام حتّى في