وإمداداً غيبيّاً لتهيئة الاُمّة وتوجيهها نحو الطريق الأسلم والسبيل الأوضح في فترة الغَيبة الكبرى ، التي ستدوم طويلاً على ما كان يبدو ، وسيكون الإمام المعصوم عليهالسلام غائباً عن الأنظار ، ويتعذّر الاتّصال بشخصه الكريم ، ولهذا كان من الطبيعي أن لا يُفاجأ الشيعة بغَيبة إمامهم ، ولا يلاقوا صعوبةً في الرجوع إلى الفقهاء والرواة ممّن تأهّلوا للفتيا واجتمعت فيهم شروط الافتاء ، وبذلك لم يجدوا عُسْراً ولا حرجاً في العثور على أحكام دينهم المبين ، أعانهم على تخلّل فترة زمنية بين عصر الظهور وزمن الغَيبة الكبرى ، هي المنزلة الوسطى التي بين المنزلتين ، كانت عاملاً مساعداً في غاية الأهميّة لنقلة نوعية لا محيص عنها ، دامت هذه الفترة سبعين عاماً ، وسمّيت بالغَيبة الصغرى ، وكانت كافية لأداء الأمانة وإبلاغ الرسالة إلى أهلها.
وأمّا كون هذه الفترة برزخاً بين الظهور
الحقيقي والغَيبة الحقيقيّة الحقّة ، فلأنّها تميّزت بالنيابة الخاصّة عن الإمام أرواحنا فداه ، وإمكان الارتباط الخاصّ بساحته المقدّسة الملكوتية ، وعدم انقطاع أخباره عن شيعته ومواليه ، وكان الوسطاء بينه وبين شيعته وأهل خاصّته نوّاباً أربعة ، هم : الشيخ الجليل ، والعالم الثقة ،